د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** لصاحبكم صديق مضيءٌ (اسمه إبراهيم ولقبه أبو محمد) يتفقان في معظم الأمور المجتمعية ويختلفان في الميول الرياضية بما وثق الصلة بينهما وزادها حيوية؛ فبمقدار المسافة الفاصلة تزيد الرؤى الواصلة، وتعم الابتسامات أجواءَهما وأصدقائِهما حين يُلوِّح «الكاتبُ» فيهما بأنه سيهجر الكتابة الثقافية إلى الرياضية كي يسدد أهدافًا لا يستطيع الثاني صدَّها في مرماه الخالي إذ لا طاقة لأبي محمد بحمل القلم وإن كان مستعدًا أن يحمل ألف علم مطمئنًا إلى أن صاحبه لا يفقه في التحليل الرياضي مثلما لا تُسعفه ذاكرته باستدعاء نتيجة المباراة التي انتهت قبل ساعة من لقائهما، وما يزال يعجب من مقدرة عاشقي الكرة على تذكر تفاصيل المباريات مهما بعُد العهد بها نتيجةً وأهدافًا وتحكيماً.
** لطائف افتراقهما تستحق التسجيل، وحين أهداه كتابه (سيرة كرسي ثقافي) بث «أبو محمد» رسالة شفهية كي يتجنب القراء صفحةً معينةً اتضحت فيها ميول المؤلف، ويتصعد النقاش عندما يُبلغه أنه سيشرع في إعداد كتاب ينتصف لناديه هيأ له عنوانًا لافتًا فتبدأ المساومات والتنازلات الوقتية كي يثنيَه عن عزمه، مع يقينهما أن الحكايةَ لا تتخطى المداعبة.
** يتيح هذا الجدل مساحةً من المحبة والضحك والتعليقات تأخذ الجميع من أجواء التأزيم السياسي والاجتماعي وحتى الرياضي؛ فقد تعبنا من التوتر الحاد الذي يشيعه المتكهفون داخل مغارات الشتم واللطم والغيبة والبهتان، وما أتعس من اقتعد كرسيًا «رقميًا» فسب هذا وأساء إلى ذاك وانتقص من قدر ثالث وعرَّض برابع ووهم أن كلماته المؤذية ستخلق له مكانًا عليًّا.
** نعود إلى حبيبنا «إبراهيم القبلان» الذي يتمنى من يعرفه أن يكتب مذكراته مع ناديه الأثير وما مر به من مواقف تُسلي الثكالى، ويشفق عليه صاحبكم من حماسته ويتمنى «أحيانًا» فوز غريمه إذ سيخلق هذا جوًا روائيًّا ساحرًا لأحلامه التي لا تعترف بسقف، وكثيرًا ما عجبنا من معادلاته الحسابية التي تحتاج إلى عقلية «رياضياتية» تحيط بما فات وتتنبأ بما هو آتٍ من فوز نادٍ وهزيمة آخر وتعادل غيرهما تحقق ناتجًا خلاصته بطولة لفريقه، و»هو المطلوب إثباته - هـ.ط.ث».
** يعلمُنا أبو محمد ألا نُنزل الراية مهما علت التحديات وألا نيأس ولو ضاقت السبل وأن نجدد الآمال ولو امتلأ الجو بالغبار، وندرك كما يدرك أن الآفاق مسدودة أمام أمنياته فيعزف على أوتار التفاؤل ونتطلع إلى أن تحملنا أخيلته كي نتوقع الأجمل في الزمن الأسوأ؛ فالدنيا كرةٌ يتقاذفها اللاعبون الكبار لتسكن شباك الأمم المغلوبة، ولو اعتمرنا قبعة «إبراهيم» لأيقنا أن الليل يعقبه نهار والعسر يصحبه إيسار.
** اختلاف الميول قرب العقول؛ فليت المتحاربين في فضاءاتنا الإعلامية يعلمون أن زعيقهم فيضُ ريح تسكن أفواههم وبذاءاتُ تجريح ترتد إلى ضمائرهم.
** الموضوعية صناعة ذاتية.