محمد البكر
لا يختلف اثنان على أن الأهلي يستحق بطولة الدوري، كما لا يختلف أحد على أن هذا النادي الكبير، يملك قاعدة جماهيرية عريضة في كل مناطق المملكة. ولعل ليلة التتويج أكبر شاهد وأقوى دليل على مكانة النادي الأهلي. لكن السؤال الذي حيرني كثيرًا هو: كيف يغيب نادٍ كبير كهذا النادي عن بطولة الدوري كل هذه السنوات، رغم ما يملكه من إمكانات فنية واستقرار إداري وقاعدة جماهيرية ملأت مقاعد مدرجات الجوهرة!؟ سؤال من المؤكد أن عشاقه وإعلامه ورجالاته قد طرحوه مع نهاية كل موسم كروي. يبدو أن العقدة التي زرعها البعض في نفوس اللاعبين، تحولت من مجرد وهم إلى حقيقة، تؤثر بشكل كبير على اللاعبين وحتى المدربين الذين توالوا على تدريب الأهلي. ومع زوال تلك العقدة «النفسية»، تأمل جماهير الراقي، وفي ظل هذا المستوى الفني المتطور لفريقهم، أن يكون لهم في كل عرس قرص، فهل يتحقق ذلك أم ينطبق عليهم المثل الشعبي «الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها».
أحمد عيد و «الشال» الأهلاوي
لم يكن الأستاذ أحمد عيد وهو رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بحاجة لارتداء «شال» النادي الأهلي. كلنا يعلم أنه كان لاعبًا وإداريًا ورئيسًا للأهلي، وكلنا يعلم أنه لم يتدخل يومًا للتأثيرعلى نتائج المباريات لصالحه، ولا أحد يشكك في نواياه. لكن كل ذلك لا يبرر لبس «الشال» وتلقي التهاني وكانه أحد أعضاء مجلس الإدارة، فهو رئيس الاتحاد ورأس الهرم الكروي الحالي، وكان عليه ألا يضع نفسه في هذا المكان الذي لا يليق به. دعونا نتصور لو أن الهلال هو البطل وجاء الأمير عبدالله بن مساعد مرتديًا شعار النادي الذي كان يرأسه، ووقف ليتلقى مباركة اللاعبين والإداريين والجماهير، فهل سيكون ذلك مقبولاً عند الناس!؟. نحن نتحدث عن الاحتراف، وما حدث أبعد ما يكون عن ذلك مع تقديري واحترامي للصديق العزيز أحمد عيد.
الناقل والراعي
كل مخلص للكرة السعودية، لا يتمنى أن يتطور الخلاف بين الناقل MBC والراعي عبداللطيف جميل. فكلاهما لعب دورًا مهمًا لتطوير الكرة السعودية، بضخهم لمبالغ طائلة، استفادت منها الأندية السعودية والاتحاد السعودي على حد سواء. الخلاف الذي نشب وضع الاتحاد في مأزق كبير، وقد يتطور الأمر إذا ما كانت العقود الموقعة مع كل طرف لا تعالج مثل هذه الخلافات. القضية قانونية، ومعالجتها تجب أن تكون وفق مراجع قانونية بين الطرفين. وكل ما يهمنا ألا يخسر الدوري السعودي أي منهما. ولهذا أتمنى على الزملاء الإعلاميين عدم الانحياز لطرف على حساب الطرف الثاني، وهي النصيحة نفسها التي أوجهها لاتحاد الكرة، بألا يكون طرفًا ثالثًا، وأن يفسح المجال للشركتين الكبيرتين للوصول إلى حل وفق العقود الموقعة، وهي بالتأكيد عقود خضعت لمراجعات دقيقة من قبل محاميي كل طرف.
القادسية والاستقرار الإداري
لم ينج القادسية من الهبوط، فوصولها لمراكز الخطورة، لم يكن بسبب سوء أداء الفريق، بل بسبب خطأ إداري عندما تغير المدرب الأسبق «جميل قاسم»، ناهيك عن أخطاء تحكيمية واضحة أفقدت الفريق عددًا كبيرًا من النقاط. الذي تابع مباريات بنو قادس يعرف أن الفريق قدم كثيرًا من المستويات الفنية الرائعة. ولهذا فأنا لست مع من يقول إن القادسية نجا من الهبوط، فدوري زين هو مكانه الطبيعي.
إدارة القادسية نجحت في انتشال النادي قبل الفريق، من فوضى عارمة ومشكلات بين أطراف قدموا مصالحهم قبل مصلحة ناديهم ومدينتهم، فكان أن خسر هذا النادي الذي يشار له بالبنان رياضيًا وثقافيًا ومجتمعيًا، الكثير من تلك الإيجابيات التي أشرت إليها. ولهذا نشد على أيدي هذه الإدارة برئاسة الصديق معدي الهاجري ونائبه الأخ عبدالله بادغيش وكافة أعضاء المجلس، ونشكرهم نيابة عن أهل الخبر على إعادة النموذجية والمثالية التي تتعدى في أهميتها كرة القدم، وهو ما كان يميز هذا النادي عن غالبية أندية المملكة.
الدوسري.. الزياني الجديد
من حق حمد الدوسري أن يفخر بإنجازه، بعد نجاحه في انتشال الفريق من بعض المشكلات التي كانت تواجهه. لقد كتبت من قبل عن هذا الثعلب، وها أنا ذا أعود لأكتب عنه من جديد، لأهمس في أذن إدارة القادسية لتستمع إليه وتتبنى أفكاره وتعمل في وقت مبكر على توفير الإمكانات الفنية من لاعبين أجانب ومحليين، لتضمن له النجاح، فهو خليل الزياني الجديد، بعقليته وهدوئه ودهائه. ولكم تحياتي.