غسان محمد علوان
يدخل الهلال تحدياً جديداً الليلة في مواجهة لوكوموتي الأوزبكي في دور الستة عشر من دوري أبطال آسيا، مواصلاً سعيه الحثيث في ترويض تلك البطولة المستعصية والتي كان غير مرة قاب قوسين أو أدنى من ضمها لأخواتها الست في دولاب ذهبه المترف، بالإضافة لحمل لواء الكرة السعودية والحفاظ على أفضليتها في عدد المقاعد التي يجاهد الهلال في كل موسم لاستمرارها كما هي، في حين يصطدم بخروج جميع ممثلي الوطن من الدور الأول مهدين بذلك نقاط التفوق للدول الآسيوية الأخرى. الفريق الأوزبكي لن يكون صيداً سهلاً على الإطلاق، ولن يكون تأهل الزعيم للدور التالي مسألة وقت لا أكثر. فالهلاليون يُضمرون في أنفسهم خوفاً داخلياً يضاف إلى احترامهم لقوة خصمهم. فلقاء مثل هذا لا يحتمل الاختراعات في التشكيل، ولا يحتمل مباغتة أفراد الفريق نفسهم بطريقة لعب تفاجئهم هم قبل أن تفاجئ خصمهم. الواقعية مطلب، واللعب للانتصار بكل قوتك وعتادك منذ اللحظة الأولى إلى صافرة النهاية. فهل (يسمح) اليوناني للهلال باللعب كما يريد وكما اعتاد، أم سيضطر اللاعبون في حال تحقيق الفوز تخطي عقبة مدربهم ثم منافسهم ليستمر الأمل المشروع في تحقيق البطولة القارية؟
توج الأهلي بلقب الدوري عن جدارة واستحقاق في حفل بهيج، أعاد بها فرحة غابت عن قلعة الراقي لعقود طويلة فكان الفرح بمقدار الحلم. شارك في التتويج الأستاذ أحمد عيد بصفته مشجعاً لا رئيساً لاتحاد الكرة المشرف على منافسات البطولة، فلبس شعار ناديه وذرف الدموع فرحاً وشجناً لتحقيق حلم شخصي لم يتحقق إلا بوجوده على سدة الرئاسة. هل يلام أحمد عيد على فرحه؟ بالطبع لا فللقلوب أحكامها. هل يلام أحمد عيد لذرف دموع أفلتت من مقلتيه بلا شعور؟ بالطبع لا فللمشاعر حدود تُكسر بلا إرادة مع وطأة الموقف. هل يلام أحمد عيد على لبس الشال الأخضر والتصريح في لقاء بأنه يرى حلمه يتحقق أمام عينيه؟ بكل تأكيد نعم. فالمسؤولية تقتضي أن تكون صفحتك ناصعة البياض من تأثيرات الميول. وأن تحترم المنظومة التي تديرها وتتعامل مع أطراف المنافسة بدون تصريح أو توضيح. فالعاشق أحمد عيد تم تمرير مرافقته لبعثة الأهلي إلى كوريا في نهائي أبطال آسيا قبل سنوات تحت غطاء أنه داعم لأندية الوطن بلا تمييز لأحد، فأتى النهائي الآسيوي الذي لعبه الهلال دون حضور والد الرياضيين (على حد قوله) فتم إحسان الظن به والتعذر بمشاق السفر وكبر العمر وكأن كوريا محافظة من محافظات المملكة وأستراليا تقع في كوكب زحل. ذلك التسطيح للحادثة الذي قام به إعلاميون كثر أظهر وبجلاء ضعف ذاكرتهم عندما ثارت ثائرتهم يوم قام خالد البلطان الرئيس الشبابي السابق لحظة تتويجه بكأس الملك بتوجيه عبارة: هارد لك، لأحمد عيد. وكيف أغضبتهم تلك العبارة ووجدوا فيها تشكيكاً لاحترافية أحمد عيد وطعناً لحياديته وجدارته بالمنصب دون اعتبار لميوله. تذكرت أيضاً وأنا أستمع لتصريح أحمد عيد اللقاء التلفزيوني للأمير نواف بن فيصل عندما سأله عن ميوله الكروية فأصر على أنه لا يميل لأي فريق رغم معرفة الكثيرين في الوسط الرياضي بميوله وخصوصاً من زاملوه في حياته الدراسية. لم يخف ميوله كذباً أو خجلاً، بل كان مستشعراً لموجبات منصبه وحريصاً على أن لا تتلطخ سيرته العملية بصبغة المحاباة. فهل لمستم الفارق؟
الاتحاد، عميد الأندية، النمر الآسيوي. كل تلك الأسماء أصبحت سبباً لتسرّب الحزن والأسى لكل من يسمعها أو من ينطقها. فذلك النمر الضاري أنهكته حروبه الداخلية، و أدماه جور ذوي القربى والمتنطعين بحبه قولاً لا فعلاً. الاتحاد وقع ضحية إدارة عجيبة بكل معنى الكلمة، تصدرت المشهد بمحض إرادتها، بل حاربت الإدارة السابقة لها بحجة الإنقاذ ولم تترك شاردة أو واردة إلا وانتقدت فيها سابقتها وجيّشت من خلفها بعض المنتفعين والمثير من الحالمين لعودة العميد إلى مجده العتيق. ما تقوم به الإدارة الاتحادية الآن من إخلاف للوعود، والمجاهرة بكذبات لا يصدقها عقل ولا يستحي قائلها من كشف كذبته أمر مثير للريبة بكل معنى الكلمة. كيف لإدارة عاشقة لفريقها كما تزعم أن تصل بديونه لما يزيد عن ربع مليار؟! كيف لإدارة تنشد النجاح أن تقوم بمحاربة أفراد فريقها وتجعلهم عرضة لسياط التجني والتخوين من أتباعها ومن المنتفعين بوجودها؟! الاتحاد بكل إرثه وجماهيره أصبح عرضة لقرارات تاريخية قد تعبث بتاريخه الجميل وتجعله عرضة للتندر من الجميع، وكل ذنبه أنه وقع تحت إدارة لا تخاف الله فيه. لك الله يا عميد.
خاتمة...
لا تستدير لترى الماضي، فلو كان فيه خيرٌ لكان حاضرك الآن.
(حكمة)