سعد الدوسري
تستطيع أن ترى العجب العجاب، فيما يُسمى اليوم حفلات تخرج؛ ليس من الثانوية العامة أو الجامعة، بل من المتوسط والابتدائي، وحتى الروضة. وأنا هنا لا أعترض على الفرح، فنحن نبحث عنه في كل مناسبة، حتى ولو كانت اجتياز طفلنا الوحيد للروضة ودخوله للابتدائية. كما أنني لا أصادر حق أحد في إقامة أية حفلة من أي نوع بهذه المناسبة التي قد تكون أهم مناسبة للأبوين، أو بأية مناسبة أخرى. أنا فقط أنبه إلى أن هناك أطفال قد يوجهون أسئلة محرجة لآبائهم وأمهاتهم الذين لا يستطيعون إقامة حفلات تشبه تلك الحفلات العجيبة، والتي يُنفق عليها مبالغ كبيرة، قد تكون الأسرة بحاجة إليها، في بعض أوجه الإنفاق الأخرى.
في دول العالم كافة، تتم دعوة كل أفراد الأسرة لحفلات التخرج، وتُنظم احتفالية جميلة تليق بالمناسبة، تتخللها فقرات ممتعة، ومن ثم يُتاح للخريجين الاحتفال مع أهاليهم وأصدقائهم، ويذهب الجميع بعد ذلك إلى بيوتهم، بعد أن شاركوا بفرح جماعي لا ينسى، وبعد أن وثّقوا هذا الفرح بالصورة، وربما تكون وسيلة الإعلام المحلية قد نقلت هذه المراسم على صفحاتها أو شاشاتها.
نحن نفتقد لثقافة الاحتفال الجماعي؛ نفضّل أن نكون دوماً منفردين بأنفسنا، على طريقة «ما صديقنا إلا إنّا» المسجلة باسم فيصل بن تركي، الرئيس المستقيل لنادي النصر. ولو نحن قبلنا فكرة أن نكتفي بالحفل الذي تقيمه المدرسة، لزرعنا في أنفس أبنائنا وبناتنا مثل هذه الثقافة، منذ بداية حياتهم.