سعد الدوسري
حظيت هيئة الترفيه، بالنصيب الأكبر من اهتمام وتعليقات المواطنين، سواءً الجاد منها أو الساخر، وتوقع الكثيرون أن تواجه الهيئة معارضة شديدة من بعض فئات المجتمع، لأنهم يخلطون بين الترفيه وبين اللهو، في حين توقع آخرون أن تجد الهيئة دعماً شعبياً عارماً، لكون الناس يفتقدون لبرامج الترفيه الحقيقية، ويسافرون من أجلها مئات وآلاف الكيلومترات، ويدفعون لقاءها مبالغ طائلة، لا تدخل في دائرة اقتصاد بلادهم.
الترفيه كمصطلح، لا يحتاج إلى قاموس علمي، ولا إلى صراعات لغوية بين المختصين في المعاجم. فهو ببساطة، وسيلة يمكن من خلالها الترويح عن النفس، بما لا يتعارض مع القيم والأعراف والأنظمة المعمول بها، بحيث يستفيد منها الكبار والصغار، الذكور والنساء، كل حسب متطلباته. كما أننا لا نحتاج إلى صراعات شرعية حول الترفيه، فهو أيضاً لا يحتمل مثل هذه الصراعات، خاصة أن ثقافتنا الاجتماعية، هي ثقافة ملتزمة، ولا تحتاج لمن يمارس الوصاية عليها.
إنَّ ما سيجعل هيئة الترفية تنجح، هو حجم تعاوننا معها، وحجم فتح كل الأبواب لها، كمؤسسات وكأفراد؛ ليس من المعقول أن يستمر القطاع الخاص في تجاهله للشراكة مع القطاعات الحكومية، فيما يتعلق بتثقيف وتوعية وترفيه المواطنين، فبدون مساهمات الشركات والبنوك والوكالات والمطورين العقاريين، وهؤلاء لم يحققوا ثراءهم ولم يتبوءوا مراكزهم المالية المتقدمة إلا من أموال بلادهم، سوف لن تحقق الهيئة أيَّ نجاح.
الترفيه، سيخفف من وطأة التشدد الذهني والنفسي والفكري، لدى الفرد ولدى المجتمع، ونجاح تجربته مكسب للجميع.