فهد بن جليد
أكبر مخاطر الألعاب الإلكترونية اليوم تسلل جماعات إرهابية (كالقاعدة وداعش) إليها، لتُغرِّر (بصغار السن)، وتسلبهم القدرة على التفكير، وتجعلهم حبيسي الأوهام، والصراعات الفكرية، تمهيداُ لتغيير سلوكهم، وتحويلهم إلى (إرهابيين مُحتملين)!.
المسألة تحتاج جرعات (وعي و تحصين) للمراهقين والمراهقات عبر التعليم أولاً، ثم بالحوارات المباشرة، وتفهم حاجاتهم ورغباتهم (الطبيعية) والتكيّف معها وعدم مصادمتها طالما أنها لا تُخالف ديناً ولا نظامًا، فالهدف استيعاب طاقاتهم وتفريغ حماسهم في المشارب الصحيحة، وهنا يأتي دور الأسرة، والمجتمع المحيط .
مؤخراً أعلن عن إطلاق تصنيف عمري للألعاب الإلكترونية السعودية، هذه الخطوة تأخرت كثيراً، إلا أنها برأيي (أفضل من عدم وجودها) خصوصاً وأنها لم تعتمد على التصنيف الأوروبي أو الأمريكي، بل هي نسخة مطوّرة من 5 فئات تناسب ظروف مجتمعنا الخاصة، وفيها تقبل وجود بعض المقاطع التي كانت - تتم إزلتها سابقاً - خوفاً من تعرض صغار السن لمشاهدتها، إلا أن الأمر الآن مُختلف حيث سيوضع عليها مُلصق تصنيف (العمر المناسب) لاقتنائها ..إلخ، هل يمكن ضبط سوق الألعاب الإلكترونية السعودي, بمجرد إصدار هذا التصنيف العمري؟ أم أن المسألة تحتاج عملا من نوع آخر؟!.
ما نتعرض له من هجمات (شرسة ومنظمة) لتدمير القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والوطنية عبر الألعاب الإلكترونية أمر ملموس، والقضية لا تخص الطريقة التقليدية في الحصول على هذه الألعاب من السوق المحلي للإلكترونيات، بل يمكن لأي شاب في أي عمر الحصول على أي لعبة أو برنامج من خلال الشراء المُباشر أو المجاني عبر الـ أون لاين، دون الحاجة للخضوع أو المرور بالتنظيمات و التصنيفات الأخيرة!.
ضعف الرقابة، وعدم القدرة على السيطرة على (السوق السوداء)، وسهولة الحصول على البرامج والألعاب من الأنترنت مُباشرة - تعقّد المسألة - وتجعل الرهان أكبر على التوعية والتحصين، بدلاً من التصنيف المُتأخر؟!.
الخطر لم يعد مُجرد (تعرّي وعنف)، المسألة أكبر؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.