سعد الدوسري
فعلاً، نحن لا نتذكر مبدعينا إلا حين نواريهم التراب.
بعدها، نبدأ في رصد محطات هذا المبدع أو تلك المبدعة، وماذا قدم كل منهما من إنجازات فكرية أو إنسانية. ويستمر هذا الرصد إلى أن تهدأ الموجة ثم تختفي، كما اختفى صاحبها، أو إلى أن تبدأ موجة ثانية لفقيد آخر. والملفت في الموضوع، أن هناك من يرثي الراحل، دون أن يعرف عنه شيئاً، مثل المعلق المصري الذي كان يسمي شايع شراحيلي، مشاريع شراحيلي، ربما لأنه يظن بأن السعوديين وصل بهم الأمر إن يسموا أبناءهم «مشاريع» لكي يحصلوا من خلالهم على مستحقات مالية من الدولة!
لقد صار الأمر أشبه بتسجيل حضور، لا أكثر ولا أقل، وإلا ما الذي يجعل كل المغردين السعوديين يكتبون في حساباتهم على تويتر عن كل فقيد نفقده، مهما كانت خلفيات هذا الفقيد؟! كل هذا لا يعني مصادرة حقوق الآخرين في كتابة ما يشاءون، لكنه مجرد رأي، قد يقود إلى السؤال الذي يتكرر كثيراً:
- أين أنتم من رموز الإبداع، قبل أن ينتقلوا إلى رحمة الله؟! أين هذه الحماسة والبكائية والتغني؟! لمَ لمْ نسمعها، حين كانوا يحتاجون إلى سرير في مستشفى أو إلى مبلغ من المال يسد عوزهم، أو إلى مجرد زيارة للاطمئنان على صحتهم ولرفع معنوياتهم؟!
هل سيغير هذا السؤال الموجع شيئاً من «متلازمة الرثاء المتأخر» التي تنهشنا؟!
لا أظن.