د. خيرية السقاف
تنتظرهم عند نبعٍ بسطَّته لهم ليعودوا بعذبه..
تغسلهم بفيضهم فيك دماءً في عِرْقِـك ..
خفقا في وريدك ..
تذر آمالك فيهم منتشيا بصنيعك الممتد بهم ..
امتدادك المكنوز في غيب توقعاتك هم ..
حصادك المخبأ في نسيجهم المتنامي أودعت ..
هاجسك حين تفزع صوبهم ..
فألك حين تفرح جِهتهم ..
تكتنز خيراتك لضعفهم ..
توفر عصاتك لدربهم ..
ترتب وقتك لندائهم ..
توقف يقظتك لهمسهم ..
تحتفظ فيك بغيب تطرزه لهم برجائك فيهم ..
تستلهم لهم نعيما لم تره ..
تبذر لهم سعادة ليست في مخيلاتهم ..
توصد عنك فكرة خيبتك فيهم
غفلتهم عن نبعك
بعدهم عن ممشاك
بوصلتهم غير عصاك
وجهتهم غير فألك
نبضهم خارج صندوق قلبك
تفتح لهم نوافذ رحمتك
تسكب لهم دلو صفحك
تشرع لهم فضاءاتك :
قلبك, عقلك, صلاتك, سمعك, جوارحك
ليدلفوا إلى النبع عائدين حين تكون أنت أقرب إليهم من أنفسهم
وأخلص لهم منها..
بينما توحش بك الحياة دونهم, كما تفعل بهم دونك..
الجزيرةالجزيرةالجزيرة
فلذات القلوب أبناء الحياة
الضيوف الذين يزورونك ثم يغادرونك
ويبقى النبع, والعصا..!!