علي الصحن
لم يكن توقيع مدرب الهلال السعودي والوحدة الإماراتي الأسبق سامي الجابر عقد تدريب مبدئي مع نادي الشباب مفاجئاً لمن يعرفون الجابر كمدرب محترف، يهمه أن يعمل، لا أين يعمل، وأنه يريد أن يحقق طموحاته في مجال التدريب في عالم كرة القدم، بعد أن حقق نجاحات لافتة لا تضاهى على الصعيد العربي والآسيوي كلاعب، ونجاحات جيدة كإداري في فريق الهلال، فيما مارس التدريب مرتين ولم يوفق بمقياس الأرقام والبطولات، وتولى مهمة المدير الرياضي في النادي العربي القطري، ويوم التعاقد معه قالت الأخبار: إن من المنتظر أن يتولى سامي تدريب الفريق القطري في الموسم الثالث له مع النادي، وهو شيء لم يحدث، علماً بأن تجربة الذئب مع النادي القطري لم تحقق النجاح بالقدر الذي كان يأمله أحد اللاعبين التاريخيين القلائل الذين شاركوا في أربع مونديالات وحققوا أهدافاً في ثلاثة يفصل بينها 12 عاماً وصناع القرار في النادي القطري.
فضلاً عن اللعب والتدريب والإدارة، مارس سامي التحليل الفني وبرع فيه، وله مشاركات مختلفة في لجان وأعمال مختلفة ذات صلة بكرة القدم.
طموح سامي مع التدريب مرتفع، وهو يحاول أن يكون شيئاً مذكوراً في هذا المجال، وأن يصل إلى حدود بعيدة فيه، يريد أن يكرر حضوره في المونديال مع الأخضر من منصة التدريب، والمتابع الجيد يدرك أن الجابر يعمل لهذا الهدف، ويلتحق بدورات متخصصة ويسعى لمعرفة كل جديد فيه، تجربة سامي في التدريب مع الهلال أضافت له الكثير، واستفاد هو منها كمدرب كما يجب، لكن ما بدا واضحاً للعيان أنه استعجل الحصول على الفرصة، والبدء من القمة مباشرة، لذا لم يقدم الإضافة الفنية الحقيقية للفريق، وفي النهاية انتهى موسمه مع الهلال بلا ذهب، فذهب!!
قيادة سامي للشباب أمر جيد له وتضيف لتاريخه كمدرب في عامه التدريبي الثالث، وتبدو طموحات الطرفين متشابهة، فالشباب أحد الفرق الكبيرة في الدوري السعودي، والفريق لديه رغبات متزايدة في العودة للمنافسة التي غاب عنها هذا الموسم، لكن الطموحات في النهاية ليست كل شيء، ولا يمكن أن تكفي لفتح كل الأقفال.
في موسم سامي مع الهلال لم تكن البداية جيدة، خاصة بعد فشل الخيارات الأجنبية، لكن الحال تغير نوعاً ما في الفترة الشتوية، بعد جملة التعاقدات والتغييرات التي طالت الفريق، والضخ المالي العالي الذي توفر في تلك الفترة، ولا يبدو حال الشباب مختلفاً، فالفريق بحاجة إلى تغيير جلده بالكامل، والتعاقد مع ثلاثي أجنبي جديد بجانب بن يطو، بجانب العمل على تعزيز النواحي النفسية في الفريق، وهو أمر يجيده سامي من واقع خبرته في الملاعب، وبدون ذلك كله لن يكون الشباب قادراً على العودة لصباه وبطولاته..!!
في تجربة سامي مع الشباب سيكون الضغط الإعلامي والجماهيري أقل مما هو عليه في الهلال، وهذا أمر جيد... لكن جمهور الشباب في النهاية من النوعية التي لا تساوم على فريقها ولا تجامل عليه، وشأنه شأن كل الجماهير في الملاعب العربية لا شيء غير المدرب يمكن أن يحمل أسباب الفشل في حال حدوثه!!
سامي رقم مهم في تاريخ الهلال، لكن أمر تدريبه للشباب في النهاية أمر يخص الطرفين، ولا علاقة للهلال به لا من قريب ولا بعيد، وسامي ليس أول مدرب سعودي يحترف التدريب ويتولى المهمة في ناد غير النادي الذي قدمه للناس... خليل الزياني عميد المدربين خرج من رحم الاتفاق ثم دربه ودرب القادسية والهلال، وخالد القروني ترك الرياض وتولى تدريب عدة أندية، وكذلك فعل سعد الشهري والعودة والجعيثن وغيرهم.
الهلاليون يتمنون لسامي التوفيق من باب الوفاء لما قدمه لفريقهم على المعشب الأخضر، ويتمنون له التوفيق كمدرب وطني طموح يحاول تحقيق أهدافه، لكن ربط ذلك بالهلال والانتماء له أمر لا قيمة له ولا أي علاقة بالاحترافية في العمل، فالهلال كيان شامخ هو من يصنع الأسماء ويضيف إليها، وفي حضرة الاحتراف والانتماء فإن التاريخ يقول أن سامي قد فرق بينهما وطبق الاحتراف بحذافيره، ولم يترك المجال لعواطفه، عندما رحل للعب لولفرهامبتون في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي، في وقت كان فيه الهلال مقبلاً على استحقاقين عربي وآسيوي نجح في تحقيقهما دون نجمه الكبير، الذي لا يمكن أن يلام على خياراته والبحث عن مصلحته، بل هذا هو الاحتراف الحقيقي لكرة القدم.
الشيء الوحيد الذي قد يستفيده الهلال من تدريب سامي للشباب هو تخفيف الضغط على الإدارة الهلالية ومدرب الهلال القادم، وغياب الرأي الذي يضع اسم الجابر أمام كل من يتولى تدريب الهلال، ومن يضع إعفاء سامي من تدريب الهلال سبباً لأي مشكلة فنية تواجه الفريق، وقد قطع الذئب خيوط هذا الرأي بتدريبه للشباب.
دعواتنا للشباب والجابر بالتوفيق في المرحلة المقبلة.