أحمد بن عبدالرحمن الجبير
بالطبع لا ينكر أحد بأن في بلدنا ولله الحمد خدمات للمواطنين ليست موجودة في العديد من الدول، ولكن نطمح دائما للتخلص من البيروقراطية، ونظن بأننا على طريق التطوير الصحيح، والسليم ولازلنا بحاجة لتطوير الخدمات الصحية وترشيقها، لكننا هذه المرة سنتقدم بالشكر لوزارة الصحة على الخدمة الإنسانية (937) وهي خدمة أطلقتها وزارة الصحة لتكون فعلاً في خدمة المواطن والمقيم عند الضرورة.
(937) خدمة عملية وحقيقية، ولافتة للاهتمام، لدرجة أن أحد المتخصصين بالإعلام قال لي بأنها خدمة مميزة، لكن الوزارة مقصرة في الجانب الإعلامي لها لأنها خدمة لا تكلف المواطن إلا أن يرفع سماعة الهاتف، ويطلب إسعافاً عاجلاً لمريض أو إسعافات أولية لحالة طارئة، أو أي خدمة صحية مثل نقل المريض، والحصول على استشارات طبية عاجلة، أو التبليغ عن إهمال في الخدمات الصحية.
هذه الخدمة (937) الهاتفية تعمل من خلال مركز اتصالات الطوارئ في وزارة الصحة، والذي يستقبل جميع المكالمات الهاتفية من جميع محافظات ومدن وقرى وهجر المملكة، حيث يقوم المركز بالتبليغ السريع نحو تلبية احتياجات المريض الطارئة وفقاً للمعايير الصحية، وحاجة المريض الطبية، والعمل على إنجاز متطلبات واحتياجات المريض بأسرع وقت ممكن.
مهام مركز خدمة الطوارئ (937) هو استقبال جميع الاتصالات، والبلاغات من خلال عدد كبير من المختصين، والأطباء، والفنيين وإسعاف الطوارئ، والتمريض، والإداريين الذين يعملون على مدار الساعة، وفي أيام العطل الرسمية، والأعياد طوال العام لتقديم النصائح، والإرشادات الطبية الهامة للمرضى، واستقبال جميع الشكاوى والملاحظات.
وكذلك لهم دور فاعل وكبير خلال مناسك الحج والعمرة، ولديهم استعدادات عظيمة لخدمة ضيوف الرحمن، والرد على استفساراتهم الصحية بعدة لغات، وهو جهد غير عادي واستثنائي يشكرون عليه، ولكن من يرغب في خدمة وطنه ومواطنيه لن يكون ثمة صعوبات أمامه، في ظل الرؤية السعودية 2030م، والدعم والرعاية من ولاة الأمر - حفظهم الله -.
سررت كثيراً بما يقدمه هاتف (937) في وزارة الصحة من خدمات جليلة يحتاجها المواطن والمقيم بشكل عام، والمريض بشكل خاص، والمركز يدار بكفاءات سعودية برعاية المسؤولين في وزارة الصحة بكل عناية وإخلاص، وكان لهم الأثر الإيجابي في الوسط الاجتماعي، ووقفات جليلة تستحق الإعجاب والشكر، وتدفعنا للتعرف على كامل خدماتهم التي تواكب العصر والتطور الصحي في المملكة.
كما أن عدداً من الأصدقاء ممن تحدثنا معهم عن هذه خدمة (937) أشادوا بها، ولم تكن لديهم معلومات عنها، وعليه فإن من الواجب علينا أن نشكر الله على هذه النعمة، ونقول للقائمين عليها في وزارة الصحة شكراً لكم على هذه الخدمة، لأنكم ستجعلون وزارة الصحة بعون الله من الوزارات المتميزة في المستقبل، وخلال السنوات القادمة في ظل رؤية السعودية 2030م.
ولكن لابد من الترويج الإعلامي لخدمة (937) حيث هناك ضعف في الدعاية لها، والكثير من المواطنين لا يعرفونها، ولا الخدمات التي تقدمها، ونتمنى أن تكثف وزارة الصحة الإعلانات والترويج لخدمة (937) في وسائل الإعلام على شكل إعلانات، وحملات مستمرة في الصحافة والإعلام، وحتى تصبح جزءاً من ثقافة المواطن.
ولازلنا نستبشر خيراً بمعالي وزير الصحة الجديد، بحيث تكون خدمة (937) نافذة تنطلق من خلالها وزارة الصحة لتلبية حاجات المواطن، وسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص توفير الأَسرَّة والأدوية، والعناية الطبية في جميع المستشفيات للمرضى، وذلك ليستشعر المواطن السعودي بحقوقه الصحية.
ويفترض أن ينظر للأمر من منظار وطني وإنساني، وضمن رؤية شاملة وقراءة دقيقة لاحتياجات المواطن الصحية، ورسم سياسات إستراتيجية صحية جديدة على أرض الواقع، حيث عرف عن معالي الدكتور الربيعة تمتعه بخبرة عالية في الإدارة والتجارة، مما يعطي إشارة كبيرة على تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتحقيق تطلعات الملك سلمان – حفظه الله – في إيجاد العناية الصحية الشاملة لجميع المواطنين.