د. خيرية السقاف
تسعى وزارة التعليم في الفترة الأخيرة إلى استمرار خططها, وتطويرها, وتحديثها وفق رؤية 2030 القاضية باستثمار العنصر البشري في المحاذاة لاستثمار الموارد الطبيعية.
ففي أهم خطوة أعلنت عنها الصحف صباح أمس أن الوزارة قد عقدت على تمكين مئة ألف طالب من العمل في الإجازة الصيفية بحيث تغطي فراغ الوقت الطويل الذي يمتد بالإجازة لأكثر من ثلث عدد شهور السنة, وذلك يتم بالتعاقد مع قطاعات حكومية وأهلية، ينخرط فيها هذا العدد من طلابها وطالباتها في مختلف الجهات حسب الرغبة, والميول, والحاجة..
فهذا العدد منهم كما ورد يمكنه العمل في قطاعات السياحة, والفندقة, وأعمال الحج, والعمرة, والبيع, والشراء, وكذلك ممارسة المهن الفنية كالسباكة, والنجارة, وإصلاح الهواتف, وأجهزة الحاسوب, ونحوها, مما يعزز مهاراتهم, وينشط قدراتهم, ويملأ فراغ أوقاتهم, ويدربهم بصقل شخصياتهم في ميدان العمل, وكسبهم الثقة في أنفسهم, وتدريبهم على الاحتكاك بالمواقف, ومواجهة آخرين غير والديهم, بما يصقلهم, ويعززهم..
في المقابل يعودهم الاعتماد على النفس حين يكون لهذا الجهد منهم والانخراط الميداني عائدٌ ماديٌّ، يبث فيهم البهجة, ويذيقهم لذة المكسب الحلال بالجهد الذاتي, تمهيدًا لاستقلالهم عن ذويهم, بتعريفهم سبل العمل, ونهج تحقيق الأمل المثمر وهم في مقتبل العمر, وناصية الحياة حيث حددت الوزارة أن يكونوا من فئة السادسة إلى الثامنة عشرة من العمر..
في حال أثمرت هذه الشراكة المجتمعية بين الوزارة وقطاعات المجتمع المنتخبة فإنه يكون التنفيذ العملي لتحقيق طموحات الرؤية من خلال حاجة الشباب لهذه البادرة العملية من مؤسسة التعليم وبقية مؤسسات المجتمع بتنفيذها أحد أهم أهدافها، وأول أدوارها الأساس في شراكة العمل المجتمعي.
لعل القادم من المشاريع يكون مبهجًا وفعّالاً كما الذي هنا.
تبقى ملاحظة: أين وضع الطالبات من هذا المشروع..؟ حيث لم ينص الخبر عنهن شيئًا, أو أن المشروع يشملهن, إذن يكون التكامل في الأداء.
وفَّق الله الجميع.