سام الغُباري
- يُغني لطفي بوشناق عن اليمن التعيس، فيهتز قلبي وينحل عودي، يقول عن عدن ما يشهق النفس، ويذكر تعز التي تموت بين أرداف جبالها فأنكر ما أرى ومن أشاهد أنهم يمانيون، تعز لم تصمد ياسيدي، لقد طردتها عدن وأذاقها المجانين لغة صادمة ما كان يفعلها الإسرائيليون بأهلنا المستضعفين في فلسطين المنكوبة منذ قرن.
- وبالمقابل.. يُصدر الملك السعودي العظيم أمرًا ساميًا بالسماح لليمنيين المجهولين في مملكته السمحة أن يخرجوا إلى النور ويظهروا أمام العالم بهوية زائر، فبلغوا نصف مليون كانوا يقتاتون رزقهم في الظلام خوفًا من القانون، ثم ما لبثوا أن انتظموا بإقامات رسمية في إطار رؤية المملكة الضخمة للوصول بوطن أكبر من الكرة الأرضية.
- الأخلاق وحدها تدفع الأشقاء لاحتضان أهاليهم من اليمنيين الذين حرمهم نظام (صالح) من حياة مثلى كخلق الله، دفعهم تهور رأس البلاد حينها إلى عُزلة مرعبة عن العالم، تكدس فيها الجهل والأسى وتعاظمت الأحقاد حتى بات اليمن مهددًا بكارثة التقسيم الواقع تحت تأثير فجور العنصرية التي تفجرت منذ انقلب الطغاة الحوثيون على الدولة التي خرجت من احتجاجات الربيع الغاضب كالقشة المترنحة أمام عواصف البغي والشرور.
- أضعنا أغانينا وأهازيجنا التي تترنم في حب اليمن والثورة والجمهورية، نسينا مواويل أيوب طارش ومحمد سعد عبدالله، ودواوين البردوني والفضول، واستبدلت - غصبًا - بصرخة الكراهية والموت التي توزعت في الشوارع كاللعنة التي أوصلت عشرات الآلاف إلى القبور المجهولة المظلمة.
- يحدث اليوم أن يرى اليمني أخاه مصدرًا للشرور، ويذهب من يحكمون «عدن» إلى استنزاف الجراح والإيغال في ممارسات خبيثة تدعي القيام بإجراءات أمنية للحد من الإرهاب المتوالي، حتى استغلها قادة الكراهية المنفلتين إلى حملة تطهير مناطقي يعزل عدن عن ضميرها وجمالها وتعددها الفكري وروحها الوطنية وقلبها الثائر، وحركتها التحررية المفترضة.
- قلنا لهم نحن إخوة أمام عدو خطير تسلق من جبال صعدة ليثب كالطاعون فيخترق اليمن كرصاصة جاءت من العصور الوسطى واستقرت في قلب صنعاء، ثم تمددت لتصيب الجسد بالشلل والمآسي، فذهبت ظنون من فرحنا لبطولتهم في تحرير مناطقهم إلى أبعد مما نتخيل، فصار كل من ينتمي إلى الشمال محاصرًا بالعيون التي ترصده وتسخر من فقره وتعاسته وتلقيه خلف أسوار التشطير السابق، فيهتز كل الوطن وتخجل الوجوه أن يكون لنا يمنًا بهذه النازية المخيفة.
- سلام الله على الملك سلمان ابن الملك وشقيق الملوك وفي ظلال محبته السامية يشبع أكثر من 3 ملايين يمني جائع دون أن ينوء بحملهم، ويجعلهم يرتعون في مملكته آمنين مطمنئين، سلام عليك وأنت تقود دعمك الخالد ليمن أنهكه الغزاة الانقلابيون بالحزم والرحمة، بعاصفة من العزم وإعادة الأمل.
- سلام عليك أيها الملك الكبير وأنت تقود بإرادتك الحُرة معركة الدفاع عن العروبة التي تتهاوى مواطنها، فتطفئ باستراتيجية عبقرية نار الفرس التي اتقدت في يمن العروبة، وتلم شتات شعب تمزق بلا سبب سوى أن من ائتمناه على الزعامة خان الأمانة والتف على العهد ولم يكن مسؤولا، وجاء بقوم كالتتار يأكلون كل أخضر ويشربون كل عين ونبع، فأنقذتنا عاصفة الحزم من بطشهم، في معركة يجب أن تستدعي كل الأحرار للتوحد خلف رايتك الخفاقة في سماء العروبة والإسلام...
- مايزال لطفي بوشناق يغني عن اليمن فيقفز القلب مستشعرًا انتماء واعيًا لوطن عربي خالد أضنته الأحقاد ومزقت نسيجه الاجتماعي وانهكت اقتصاده، وحوّلته ميليشيا الانقلاب إلى قطيع من الذئاب الجائعة، الكل يدور حول نفسه في اليمن، ولم يبق لنا إلا وجه الله ثم إخوتنا في الخليج العربي وعلى رأسهم قيادة المملكة العربية السعودية الذين نثق أنهم لن يتخلوا عنا في أحلك الظروف وأعقدها. فسلام عليهم والشكر كله وأجله للملك الخالد سلمان بن عبدالعزيز نيابة عن كل اليمنيين على المكارم الأصيلة التي تمثل أخلاقه وسموه ونبل أصله وفواح عوده ونقاء سريرته، شكرًا، وما دمتم بخير، سنكون بخير ومعنا كل العرب.
.. وإلى لقاء يتجدد.