عبد الكريم الجاسر
ليس الفشل أن تخسر كما أن النجاح لا يعني تحقيق الفوز.. فهذه جزء من اللعبة ونتيجة طبيعية لأي منافسة رياضية.. فلابد من فائز وخاسر في نهاية المطاف لكن الفارق هنا هو بين من يصل بشكل صحيح وبين من يخطئ ويبرر الأخطاء ويصر عليها ويرفض الاعتراف بها وتصحيحها بحثاً عن النجاح.. فالنجاح هو القائد الباحث عن الإنجاز والمستعد للوصول للنجاح بأي ثمن وبأي طريقة لا يقبل الأعذار ولا المبررات ولا يستسلم لها.. وهذا هو الفرق بين القائد الناجح وغيره.. وحتى تكون ضمن من يقال لهم إنهم نجحوا عليك أن تقدم أفضل ما لديك.. لأن الفشل ليس الخسارة بحد ذاتها وإنما أن لا تقدم الأفضل وأن لا تظهر أفضل ما عندك وهذا ينطبق على اللاعب والإداري والشخص العادي أيضا.. فالمطلوب من أي شخص أن يبذل جهده ويجتهد ويعمل ويسعى للنجاح بالطريقة الصحيحة.. وتبقى النتيجة في علم الغيب وتحددها أمور كثيرة لا يملك الشخص التحكم بها أو تحديدها بشكل مباشر وإنما عليه توجيه دفة العمل نحوها.. فحتى ديننا الحنيف وثقافتنا الشرعية تدعونا للعمل ومن ثم الاتكال (اعقلها وتوكل) بمعنى أن تبذل الجهد وتترك الباقي على الله طالما فعلت الصواب وسعيت له.. هذه الثقافة إذا ما توافرت في أي شخص فإنها ستكون خارطة الطريقة نحو النجاح واتخاذ الطرق الصحيحة لتحقيقه.. وبخلاف ذلك فإنه عجز وفشل وعدم قدرة على اتخاذ القرار والبقاء في نفس الدائرة بحثاً عن المبررات والأعذار وتسويقها لحماية الذات والضحك عليها وعلى الآخرين!
لمسات
** لا أجد أي مبرر أو حاجة لإيجاد مشرف عام على المنتخب السعودي خلال المرحلة القادمة.. فمهما كانت المبررات فإن مثل هذا التوجه لم يحقق نجاحا منذ الأزل فمنذ أول مشرف (تقريبا) الأمير عبدالرحمن بن سعود مع المنتخب الرمزي (عام 74م) وحتى آخرهم عبدالرزاق أبو داود في دورة الخليج الماضية كلها تجارب فاشلة فشلاً ذريعاً.. ولا وجود لها في دول العالم المتقدم، فالمنتخب جهاز فني ولاعبون ومدير إداري فقط وعلى الجهة صاحبة الصلاحية توفير التمويل له فقط!
***
** تخيلوا لو أن رئيس ريال مدريد لم يعدل أوضاع فريقه ويقيل المدرب الإسباني بينثيز (مدرب كبير) وسط الموسم وتصحيح المسار هل كان سيحصل على وصافة الدوري الإسباني ومن ثم يصبح بطلاً لأوروبا؟! ولو أنه انتصر لنفسه وقراره بالتعاقد مع رافا لبقي يبرر ويختلق الأعذار ويدافع منهياً الموسم دون إنجاز وفي مراكز الوسط.. مع شهادة فشل بالخروج المر من كل البطولات التي تتطلع لها جماهير ناديه!
***
** تعاقد الأهلي مع المدرب القدير قوميزو الذي كان متاحاً أمام الأندية الباحثة عن مدربين وتجاهلته لأنها تبحث عن بطولة شخصية بإحضار (راس غليص) ستدفع الثمن غالياً إذا ما فشلت في التعاقد مع مدرب مميز لأن الجماهير لن ترحم أو تقبل أي تخبطات جديدة!
***
** التعامل مع الجماهير الهلالية يخضع لسيناريوهات غريبة بعيدة عن المعتاد.. فهذا الكابتن سعود كريري يوقع معه قبل ثلاثة أشهر ويتم التكتم عليه خوفاً من ردة الفعل الجماهيرية ليعلن بعد ثلاثة أشهر من توقيعه.. شخصياً أعتقد أن اللاعب قدم كل ما لديه واستمراره موسماً آخر هو مجاملة في غير محلها وعلى حساب عناصر شابة أو قادمة!
***
** لا أعتقد أن الهلال سيشهد خلال فترة الإعداد للموسم المقبل أي عملية شجاعة ترسم ملامح المستقبل الأزرق.. فيما يتعلق بغربلة الفريق وعناصره وأجهزته وتقديم رؤية جديدة للمستقبل.. لأن البوادر تشير إلى عمل روتيني متحفظ يفتقد للجرأة والقدرة على تحمل مسؤولية رسم المستقبل وفقاً للمصلحة العامة!