د. خيرية السقاف
من الموضوعات التي أحسب أن وزير الصحة النابه سوف يضعها فوق الطاولة لإيجاد حل لها، لا في الملف حيث لا تحتمل الإغفال أو الإرجاء، هو موضوع توظيف الأطباء الجدد بعد حصولهم على الإجازات العلمية متضمنة سنوات تدريبهم، وتمكينهم من خبرة الممارسة المهنية، ليكونوا في سلك الخدمة الطبية في مواجهة فاعلة مع الحاجة لهم، والحاجة إليهم معا..
ذلك لأن الطب إن لم يمارس تخفت مهاراته، وتقصى معلوماته..
وهذه الأعداد المتنامية في كثرتها تحتاج مواقع شاغرة لتنزل فيها، ولا نحسب أن مؤسسة الصحة بجميع فروعها ومصحاتها ومراكزها ومدنها الطبية قد اكتفت واستغنت عن الطبيب المواطن..
ولئن كانت لا تُقبل على الطبيب حديث التخرج فلابد أن يستن قرار بفرض توظيف جميع الأطباء الخريجين، ولو بوضعهم تحت أطباء ممارسين ليكتسبوا المزيد من الخبرة الميدانية بتطبيقهم ما تعلموه، وممارستهم لما يخبرون بمقابل مادي يكفيهم عوز الانتظار، ويجنبهم ألم البطالة..
وليكن هذا القرار ساريا أيضا على مؤسسة الصحة في القطاع الأهلي في جميع منشآتها الطبية والمساندة.
ربما التنسيق بين الجامعات وبين الوزارة في تحديد الحاجة الميدانية من حيث التخصصات الطبية سيكون كفيلا بالتوازن بين عدد الخريجين، وعدد المواقع الشاغرة لتلافي الفائض، وتجنب الشُّح ..
وهذا وحده سوف يقلل من التدافع على طلب الشفاعة للحصول على «وظيفة» للعديد من خريجي التخصصات الطبية من أبنائنا.
إن الحافز لهذه المقالة أن كل من لم يجد وظيفة لا يزال يسأل شفاعة من يتوخى أن يوصله،
وقد سألني بعض، وبالأمس قد فعل غيرهم، وقبلا كذلك مثل هذه الشفاعةَ لطبيبة عاطلة في بيتها على الرغم من أن هناك آلية للتقديم، وعهدا نأمل أن يوجد فيه الحل لهؤلاء المنتظرين وظيفة من أطبائنا الواعدين.