فهد بن جليد
لم أكن مُهتماً بما يتداوله أصدقائي بينهم قديماً، في كل مرة نعود فيها من وعثاء السفر و كآبة المنظر، حتى اليوم أعشق السفر معهم للخارج، لكنني لاحظت بأني الوحيد الذي يستلم (نصيبه) من فائض ميزانية السفر نقداً، بينما الآخرون يتبادلون - أمراً ما - بينهم، وسط ضحكات و دعاء مُتبادل، علق في ذهني عبارة (ثوّب لنا ياشيخ) التي يكثر ترديدها، ليكون الرد غالباً (الله يجزاك خير) نسأل الله الفائدة والسداد!. لاحقاً اكتشفت أن الإهداء المُتبادل لم يكن سوى (حبوب فياغرا) يخجل بعضهم من شرائها مباشرة من الصيدلية، فيجلبها ناظر الميزانية - أثابه الله - بما بقي معه من مال، وإن كان يقدم في بعض الأحيان بدائل (مصرية وصينية) مُدعياً أنها تُعين على تجاوز الإرهاق وسعرها مُنخفض، ويبدو لي أنها (مضروبة) بحكم لمحة الحُزن، والكآبة، والسرحان البادي على الوجوه في اليوم التالي!.
ما دعاني لتذكر ذلك، هو التعليقات الساخرة والمُثبطة التي تلقي بها الجمهور (خبر) نجاح علماء وباحثون في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة هذا الأسبوع في اكتشاف لصقات (الفياغرا) الجديدة، التي يُنتظر أن تغير طريقة استخدام هذا الدواء والمنشط على مستوى العالم، الاكتشاف السعودي - المصري المشترك يمثل (ثورة جديدة) في علم الدواء بشكل عام، عبر نجاح تسّريب العلاج للجسم من خلال (مسامات الجلد) بعد ذوبان مُلصق صغير شفاف، لا يتجاوز طوله (سنتيمتر مربع) واحد!.
عبارة (هذا هو الي حنا فالحين فيه) هي العبارة الأكثر تداولاً مع الخبر، لا أعرف لماذا يتم الاستخفاف بتقدم (علمي و طبي) مهم من هذا النوع، فقط لأنه (اكتشاف سعودي)؟ تخيل لو أن مكتشفه أجنبي؟!.
لربما (ثوّب له) البعض على طريقة (المطاوعة) أعلاه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.