فهد بن جليد
في مُقابلة تلفزيونية قديمة مع الفنان (راغب علامة) قال: إنه بنى مدرسة في قريته التي جاء منها، عقب جمعه (أول ثروة) من أعماله الفنية، ومثله فعلت النجمة الأمريكية (أنجيليا جولي) التي تقوم بأعمال إنسانية كبيرة على مستوى العالم، مما زاد نجوميتها وشهرتها يوما بعد آخر، باختصار كل فناني العالم يقومون بأعمال إنسانية وخيرية تعدت حتى بلدانهم، فأين (الفنانون والمشاهير السعوديون) من هذه الخارطة؟!.
نفتقد في مجتمعنا للفنان الواعي، المُدرك لحجم تأثيره على هذا المجتمع؟ ليس بأعماله الفنية فقط، بل سنسأل هل الفنان السعودي (إنسان) يُزّكي شهرته بالتقرب إلى الله بالأعمال الإنسانية في مُجتمعه؟خصوصاً مع قرب دخول شهر رمضان المبارك؟!.
يبرز لدينا الفنان فايز المالكي الذي يعد اليوم النموذج الأكثر نشاطاً وتفاعلاً مع هذه القضية في المجتمع السعودي، بتسخيره شهرته وحسابه على تويتر لمثل هذه الأعمال، ولو على الأقل بعرض قصص المحتاجين ومساعدة المُحسنين للوصول إليهم، فهل (فايز) وحده يكفي؟ قد يكون هناك آخرون يقومون بأعمال في السِّر -هذا بينهم وبين الله- نحن لا نستطيع الحكم إلا بما نرى، ولكن الواجب على المشاهير والفنانين إبراز أعمالهم الإنسانية لأن في هذا دلالات عظيمة، وعكس صورة حسنة عن المشاهير السعوديين، نحن لا ننتظر منهم دفع (ريال واحد) يكفينا الاستفادة من القبول الذي وهبهم الله إياها، وحثهم على الخير ودلهم عليه، ليرفعوا بذلك قيم التكافل والتعاضد بيننا!.
المشاهير في السعودية أولى من غيرهم بهكذا خطوة، فبلادنا تنفق اليوم نحو 2% من الناتج القومي المحلي للأعمال الإنسانية، كواحدة من أكثر دول العالم مُساهمة في العمل الإنساني العالمي، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يشهد بذلك بمّده يد العون للمحتاجين والمعوزين وضحايا الحروب في كل مكان.
هنا أقترح إتاحة الفرصة ودعوة الفنانين والمشاهير للمُشاركة بفعَّالية في هذا العمل الإنساني والوطني الإغاثي، لعكس الصورة الحقيقية عن المواطن السعودي، وأنا مُتأكد أن مشاركتهم ستنعكس على دورهم لاحقاً داخل مجتمعهم!.
وعلى دروب الخير نلتقي.