سعد الدوسري
لا يزال مجتمعنا مقصرًا جدًّا فيما يتعلق بخدمات ذوي الاحتياجات الخاصة. وهذا التقصير يدل دلالة قاطعة على أننا لم نهيئ أنفسنا تهيئة حقيقية للدخول في المجتمعات المنتجة؛ كوننا نعطل جزءًا مهمًّا من مكونات الإنتاج الاجتماعي، هم ذوات وذوي الاحتياج الخاص. وفي هذا المناخ العام أصبحنا نشهد قتلاً يوميًّا لمنجزات هذه الشريحة المهمة، ولكننا نشهد أيضًا مَن يحارب بكل ضراوة من أجل إثبات ذاته أو إثبات ذاتها، وتسجيل موقف ضد هذا التهميش.
الشاب بدر بن عبدالمحسن العمري، أحد أكثر المبدعين في مجال خدمة فئة الصم، حصل على جائزة الملك خالد الأولى عام 2013م - فرع «شركاء التنمية»، عن مبادرة دمج فئة الصم في المجتمع السعودي؛ وذلك لإعداده قاموسًا للغة الإشارة، كآلية تواصل وأداة لتعزيز دمج تلك الفئة في مجتمعها. كما حصل على جائزة الطالب المتميز من الملحقية الثقافية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية؛ لحصوله على درجة الماجستير من جامعة جالوديت بتفوق. وهو أول عضو هيئة تدريس بجامعات المملكة من فئة الصم.
إننا أمام تجربة لا تعرف اليأس، ولا تقف أمام المعوقات. شاب يختار الدراسة الجامعية في الخارج، يحصل على البكالوريوس بتفوق، وكذلك الأمر بالنسبة للماجستير، ويعود عضوًا فاعلاً في حقل التعليم، ومساهمًا بمبادرات اجتماعية لخدمة أخواته وإخوانه الصم؛ ليكون بذلك مثالاً حقيقيًّا للمثابرة، وملهمًا مميزًا لكل الذين يعانون معاناته.