خالد الربيعان
تعرفونه بمُحَمَّدْ علي، ويعرفه العالم بأسماء عديدة، كلاي، كاسيوس، مارسيلوس، وأخيراً بـ علي! اختلفت المسميات والمُسَمَّى واحد، بطل العالم ثلاث مرات، الذي فضله العالم على مارادونا وبيليه ليفوز بلقب رياضي القرن!
منذ أيام توفي (بطل القاضية) بالضربة القاضية! صاحب أشهر تصريحات الصحافة على الإطلاق! «أطير كالفراشة، وألْدغ كالنحلة»، و»سأريكم كم أنا عظيم»!
بالفعل كان عظيماً وبطلاً من جميع النواحي، وقد عرفته بطلاً داخل حلبة الملاكمة، وبطلاً بأخلاقه بعد إسلامه خارجها، وبسلوكه الطيب أمام وسائل الإعلام، وفي الرياضة كرمز استغله تسويقياً عبر شعبيته وشهرته الجارفة!
من أركان التسويق الرياضي صورة النجم والمسؤولية الاجتماعية والدور الذي يقدمه وسط الناس! في حرب فيتنام قال: «هذه الحرب ضد تعاليم الإسلام» ورفض الانضمام للجيش الأمريكي! وتم سحب لقب بطل العالم منه ولكن كان قطاع كبير من الأمريكان معه! وبالفعل انتهت الحرب فيما بعد ورأى الجميع أن موقفه كان الصواب! وعاد له مجده بعدها في السبعينات وبصورة أكبر من السابق!
قصة عودته بعد الحرب في مباراته مع «جو فريتز» تدرس في عالم التسويق الرياضي، تسويق المباراة فاق أي حدث رياضي فردي رأيته حتى هذه اللحظة! وهي حتى الآن تُسمى «مباراة القرن»! وعلى اليوتيوب مشاهدينها بالملايين! أي قوة تسويق جبارة هذه؟!
إيراداته خلال مسيرته بالملاكمة 60 مليون دولار -في فترة الستينات والسبعينات!- وهو رسمياً أول من غَيّر اقتصاديات الرياضة للأبد!
وتصريحاته خلال مسيرته لا نعلم هل هي مقصودة أم لا ولكنها السبب الأساسي لشهرة هذا الرجل بهذا الشكل الرهيب والاستثنائي! وما زال الناس يتذكرونها حتى الآن منها:
«لو حلمت فقط بأنك هزمتني فلا بد لك من الاستيقاظ والاعتذار لي»!،
«هذا الرجل لا شيء، إنه يحتاج لدروس في الكلام، ويحتاج لدروس في الملاكمة، ويحتاج أمامي لدروس في السقوط»!
أقرب مثال له زمننا الآن هو زلاتان إبراهيموفيتش السويدي وبنفس هذا الأسلوب من التصريحات التي تعجب الناس وتثير اهتمامهم ومعها تزيد شهرة قائلها وقيمته السوقية أيضاً! أسلوب محمد علي كلاي جعل الإعلام الأمريكي يقوم باستفتاء شعبي فوجدوا نسبة من تعرفوا على وجهه 97 % يا له من رائع!
كتب وأفلام
عدد الكتب التي تتكلم عنه 9 آلاف و800 كتاب!! وعدد الأفلام التي عملت له 8 أفلام وأصبحت أرباحه السنوية مليون دولار كل عام، حقوق اسمه وصوره باعها في 2006 بقيمة 50 مليون دولار!، هو الوحيد الذي رأيته بين الرياضيين الذي توفي وما زال الرعاة يحملون اسمه! جوجل وتويوتا، وإيفيرلاست التي كانت تصنع له قفازاته، منها واحد عليه توقيعه في المتحف القومي للتاريخ الأمريكي... في قلب واشنطن، «محمد علي كلاي» أحد أقدم المسوقين الرياضيين وأنجحهم على الإطلاق واسمه لا يصدأ أبداً... رحمه الله!