مندل عبدالله القباع
لا شك أن أنديتنا الرياضية التي يتجاوز عددها مائة وسبعون نادياً والمنتشرة في وسط المملكة وشرقها وغربها وشمالها وجنوبها يغلب على نشاطها الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم التي يعشقها شباب وشابات هذا الوطن العزيز المعطاء كغيرهم من شعوب الأراضي، وهذا العشق يتمثل في إقامة المسابقات في مختلف الدوريات من (أندية ممتازة والدرجة الأولى والثانية والثالثة)، تبدأ هذه المسابقات في وقت معين من الموسم وتنتهي بنهاية الموسم كما هو الحال هذا العام، بحيث تبدأ هذه الأندية بتقويم مسيرتها الرياضية الماضية من تعديل وترتيب وتصنيف وطرح بعض لاعبيها للانتقال وتعاقدات جديدة مع لاعبين سواء كانوا محليين أو أجانب وهذا أيضاً يسري وينطبق على المدربين.
ولكن كما هو معلوم أن النادي مرفق رياضي أيضاً كذلك هو مرفق اجتماعي وثقافي وهذا من أساسيات اللائحة الأساسية لكل نادي، والهيئة العامة للرياضة لا تمنح ولا تسمح بافتتاح نادي إلا وهذا المثلث من أساسيات الموافقة لأن النشاط الاجتماعي والثقافي هو نشاط تربوي تثقيفي مسرحي وحفلات سمر بريئة ورحلات برية ورحلات اجتماعية من أجل تنشئة هذا النشء وهذا الجيل على الاستقامة والصلاح ومعالجة ما يتعرض له من مواقف ومشكلات اجتماعية تعيق تنميته من قبل مختصين مؤهلين لعلاج هذه المشاكل (مثل الأخصائي الاجتماعي والنفسي ومختص الخدمة الاجتماعية) والمثقفين (من ندوات ومحاضرات ومسابقات ثقافية وقرآنية وقصصية)، لأنه كما هو معلوم (أن الجسم السليم في العقل السليم)، وكذلك النشاط الثقافي والاجتماعي الجسم السليم في الفكر والقلب السليم الذي يعقل الذي يحدد اتجاهاته وسلوكياته وفكره ووجدانه إلى الاتجاه السليم في السلوك سواء كان سلوكاً نفسياً أو عضوياً أو جسمياً، إضافة إلى أن هذا النشاط سوف يجعل الأندية كما قلنا والمنتشرة في مختلف مناطق المملكة تنفتح على المجتمع وتخرج من أسوارها الأربعة وكذلك المجتمع سوف ينفتح على هذه الأندية وينصهرون في بوتقة واحدة متداخلين مع بعضهم البعض شباباً وشيوخ ورجال وبهذه الأنشطة يعرف المجتمع وسكان الحي على أنشطة هذه الأندية وأنها لم تعد قاصرة على كرة القدم فقط والرياضيات الأخرى وتحد من الفراغ الشاسع الذي يعاني منه بعض شبابنا في هذه المناطق ونكون على اتصال بهم وهم على اتصال بنا لنساعدهم على الابتعاد عن بعض شلل ورفاق السوء الذين يزينون لهم بعض المواقف سواء في السلوك الانحرافي وتعاطي المحذورات المحرمة أو في التنكر في إبعادهم عن الأمن الفكري الصحيح وطرحهم في مزالق التكفير والإرهاب.
فالدولة أعزها الله بقيادة قائد مسيرتنا (خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية حرصت على هذه التنمية الرياضية والفكرية والعقلية والاجتماعية) من أجل شغل وقت شباب هذه الأمة المسلمة بما يعود عليهم بالنفع والإصلاح والاستقامة سواء في سلوكهم أو تفكيرهم أو في عقلايتهم لذا وسعت ومدت نشاط (الرئاسة العامة سابقاً) إلى هيئة عامة للرياضة بحيث يغطي نشاطها جميع المجالات التي تخص بالذات الشباب الذين يشكلون 65 % من التركيبة السكانية في المملكة وكذلك بقية أفراد المجتمع بحيث يكون (مسمى الأندية كما هو شعاره) (رياضي - ثقافي - اجتماعي).
اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمتنا وعزتنا واحفظ شبابنا الذي يعتمد عليهم بعد الله في حماية هذا الوطن العزيز والمشاركة في تنميته حتى يصل إلى مصاف الدول المتقدمة وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).
خاتمة شعرية للشاعر عطاالله فرحان (جريدة الجزيرة).
تدري وش جابني لك لا تقول الحنان
جيت باشيل قلب طاح قدام عينك