سعد الدوسري
تؤثر التجارب القاسية التي يمر بها الإنسان أو يقرأ عنها، في خياراته الحياتية. فإذا شاهد شابٌ يهوى الابتكارات أخاه، وهو يسقط من عتبات المنزل، فربما سيوجه تفكيره لإيجاد حلول تحمي أخاه أولاً، ثم بقية الأطفال، من خطر السقوط على العتبات المرتفعة.
هذا تماماً ما حدث مع الشابة بسمة الشهري، فهي بلا شك قد تأثرت ببعض حوادث الحريق التي وقعت في مدارس للبنات، مما جعلها تعمل على ابتكار من شأنه أن يحمي تلك المدارس من الحرائق بحيث يستشعر وجود الحريق وينفذ إجراءات الطوارئ بشكل تلقائي، ويقوم بفتح الأبواب إلكترونياً، وفي اللحظة ذاتها يبلغ الدفاع المدني والهلال الأحمر، ويرسل إحداثيات الموقع برسالة صوتية ونصية، ومن ثم يبلغ إدارة التربية والتعليم ومكتب الإشراف على شكل رسالة صوتية، ويرسل النظام إلى أولياء الأمور رسالة عن الحريق، كما يرسل نداء استغاثة عن طريق تقنية البلوتوث لمسافة 200م مربع من محيط المدرسة. وتمكنتْ بسمة من اجتياز المرحلة الثانية من الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي «إبداع» على منطقة الرياض، لتتأهل إلى التصفيات النهائية على مستوى المملكة.
مثل هذا الابتكار المدهش، لا بدَّ أن يضع بسمة في مصاف المخترعين الشباب، الذين يجب على الجهات المعنية، وزارة التعليم والمديرية العامة للدفاع المدني، أن تحتضنهم وأن تقدم كل ما هو ممكن لدعم ابتكاراتهم العلمية والتقنية، لكي تٌطبق على أرض الواقع، ولكي يستفيدوا من مردودها العلمي والمادي.