د. عبدالواحد الحميد
كلما شاهدتُ المناظر الفوضوية للمشجعين الإنجليز في المباريات التي تشترك فيها فرق بريطانية فرحت! وقد تابعت، من باب التسلية، المشاهد الهمجية التي كان بعض المشجعين الإنجليز هم أبطالها أثناء مباريات كأس أوروبا 2016 في مرسيليا جنوب فرنسا حيث اشتبك هؤلاء المشجعون مع مشجعين آخرين من روسيا لا يقلون همجية عنهم! وتكررت هذه المشاهد عند إقامة مباريات أخرى في هذه البطولة.
ومن المعروف أن المشجعين الإنجليز يعتبَرون من أكثر المشجعين الرياضيين فوضوية، وقد جرَّتْ عليهم سمعتهم السيئة مشاكل كثيرة حتى إن بعض البلدان صارت تتحفظ على السماح لهم بالدخول إلى أراضيها عند إقامة المباريات، بل إن الاتحاد الأوربي سبق أن منع الأندية الإنجليزية من المشاركة في المسابقات الأوروبية بسبب التصرفات الهمجية للمشجعين البريطانيين!
كانت مَشاهد الإنجليز مُسَلّية وهم يتعرضون للاعتقال من رجال الأمن الفرنسي بسبب سلوكهم العدواني غير الحضاري وهو ما يتعارض مع «الرصانة» البريطانية المعروفة. فالإنجليز عرفوا بالجدية حتى في طريقتهم في الضحك ورواية النكت، فضلاً عن قواعد الإتيكيت المعقدة في مناسباتهم المختلفة!
فرحت بما جرى للإنجليز لسبب واحد وهو توقي الشديد أن أرى عقلاء الإنجليز في نفس موقفنا نحن الخليجيين عندما يذهب بعض «ربعنا» في رحلات سياحية إلى لندن وغيرها من مدن ومناطق بريطانيا ويفعلون الأعاجيب مما نخجل منه من التصرفات الرعناء!
نريد أن يعرف هؤلاء الإنجليز الذين يتضايقون من التصرفات غير الحضارية لبعض سياحنا الخليجيين أن الكامل هو الله سبحانه وأن «عندنا وعندهم خير». صحيح أن تصرفات بعض ربعنا الخليجيين غير مقبولة ولا يمكن تبريرها وهي موضع نقد كبير من صحافتنا ووسائل إعلامنا، ولكن لعل الإنجليز المتضايقين منا يدركون أخيراً أنه مثلما أن من غير العدل أن يقال إن كل المشجعين الإنجليز فوضويون فإن من غير العدل أيضا القول إن جميع السياح الخليجيين فوضويون.
أعرف أن المقارنة غير واردة بين شريحة من المشجعين المراهقين السكارى وفئات «راشدة» من كل الفئات العمرية من سياحنا الخليجيين الذين يتصرفون بتلقائية تعكس الفارق في العادات والتقاليد والتكوين الثقافي والحضاري. أعرف ذلك، ولكني مع ذلك فرحت وأنا أرى فوضى المشجعين الإنجليزي أينما حلوا. نعم فرحت، ونعم ربما من باب الشماتة والانتقام.