د. فاطمة العتيبي
للوهلة الأولى يظهر لك في مطاراتنا بخل «الخطوط السعودية» في التوظيف، فالموظفون لا يرون بالعين المجردة لقلتهم، والكاونترات تئن من فراغاتها وتزاحم المسافرين في صفين طويلين لأنه لا يوجد إلا موظفان اثنان!
حتى وأنت تدفع المزيد لتنال خدمة أجود على الدرجة الأولى لكنك تقف في طابور طويل أيضاً.
تفتقد المطارات السعودية (للأنسنة) فلا تجد موظفين أو موظفات لمساعدتك والإجابة على استفساراتك، وهم عادة موظفون يقفون خلف صفوف المسافرين، ينظمونها ويجيبون على تساؤلاتهم ويغيثون المتعب منهم. بل وأتذكر في بعض المطارات الأجنبية يقفون في أول طوابير المسافرين يسرّعون في حركة توزيعهم على موظفي الكاونترات، لكن نحن لا نحتاج لهذه الخدمة لأن الخطوط السعودية لا تفتح إلا مسارين من الصفوف لتقليصها التوظيف.
أما الطريقة الجديدة وهي وضع مسار نسائي في التفتيش فهو جيد في حماية مستلزمات النساء من الضياع والسرقة، فقد كنّا نحن النساء نضع حقائبنا اليدوية بما تحويه من هواتف نقالة ومجوهرات وأوراق ثبوتية على (سير) جهاز الفحص ونتركها وندخل خيمة التفتيش النسوي ثم نعبر لنستقبل مستلزماتنا بعد عبور السير وهي في الغالب تعبر فرادى بلا صناديق مخصصة كما في مطارات (خلق الله) وحظك نصيبك إن لحقت على حقيبتك قبل أن يأخذها أحدٌ ويمضي!
رأيت أن مطار الرياض أضاف جهاز تفتيش (سير) للنساء في مخبئهن وبينما للرجال مثنى وثلاث ورباع من الكاونترات فقد جعل للنساء كاونتر واحد، يتزاحمن فيه بطريقة عجيبة، ولأول مرة أرى النساء السعوديات بثقافتهن وتعاملهن النابع من إرادتهن هن ووعيهن، والحق إني قلت في نفسي جزى الله الرجال كل خير كانوا «ضابطين» نساءهم في الطوابير، تصوروا تجاوزتني إحداهن فقلت لها عفواً عزيزتي التزمي بدورك، قالت أنا جايه من آخر الصف وما أحد تكلم، قلت أنا أتكلم باسمهم عودي من فضلك لدورك، وكانت خلفي أجنبية وأمامي أجنبية، ولكنها أصرت على المرور من المساحة الضيقة في خيمة النساء في مطار الرياض الدولي وقلت لن أسمح بأن تتجاوزيني أنا على الأقل، فقالت أنا حامل. قلت تفاهمي مع الخطوط السعودية يأتون لك بكرسي متحرك إذا كنت متعبة لكن عليك أن تلتزمي بدورك.
تجاوزتني غير آبهة وتجاوزت الجميع، ولا حسيب ولا رقيب!
التحسن في المطارات وخدمات المسافرين يلزم أن يرافقه وفرة في التوظيف، نريد أن نرى المطارات ملأى بالموظفين والموظفات، وإذا كانت الخطوط السعودية تريد أن تكسب الركاب السعوديين بتقديمها خدمات خاصة للنساء فعليها أن تجعل كل الخيارات متاحة وأن يكون هناك كاونترات نسائية خارجية وكاونترات متعددة في الخباء، فنساء الأجانب مثلاً لم يجبرن على الوقوف في صف طويل وغير منظم وهن يرينه حسب ثقافتهن تمييزاً عنصرياً!
ولم تتزاحم النساء في صفوف خانقة مع الأطفال لوجود كونار واحد في الخباء النسوي في مطار الملك خالد!
ننتظر من مدير عام الخطوط السعودية أن يكون ذا فكر شمولي بحيث تأتي قرارته وتغييراته متسقة مع كل ما يخدم المسافرين ويقدم لهم خدمة ترقى لطموحات التحول الوطني في بلد كريم وأصيل ومنفتح ثقافياً مثل المملكة العربية السعودية.