سعد الدوسري
منذ بداية الألفية الثالثة، تحوّلت الأجيال الشابة إلى التلقّي عن طريق المشاهدة، وأصبحت القراءة عادةً قديمة من عادات الأجيال السابقة. وحتماً يحتاج منتجو المقاطع التلفزيونية اليوم، إلى تلبية رغبات المشاهدين، لكي يجذبوهم للمشاهدة، مما خلق قائمة طويلة من النجوم، لا يستطيع أحد، مهما كانت قدراته، أن يتابعهم جميعاً.
ظاهرة الأفلام القصيرة عبر اليوتيوب، واحدة من الظواهر التي صنعت نجوماً لا يُشق لهم غبار، في مجال السينما والكوميديا والترفيه. أما الأفلام التثقيفية، فلم تحقق ذلك النجاح المأمول، ولكنها استطاعت أن تفرض وجودها، وسط هذا الحشد الهائل من المواد البصرية، التي أضافت له انستجرام وسناب شات، مزيداً من الحشود.
من بين الشباب المبدعين في مجال إنتاج الأفلام التثقيفية، يقف المخرج الشاب المبدع، المهندس عبدالرحمن صندقجي، الذي تابعت له حتى الآن ثلاثة أفلام؛ «فوسفين»، «أنسولين»، «آل زهايمر»، وكلها حصلت على جوائز في مهرجانات عدة، لكن الفيلم الأخير نال حظاً جيداً من التقدير، ليس في الأوساط العلمية فقط، بل في الأوساط الشعبية.
لقد اختار عبدالرحمن أن يتجه هذا التوجه الذي لا يحقق النجومية التي يحلم بها أي مخرج، ربما لإيمانه بأن هذا ما سيميزه وسط كل هذا الكم الهائل من الإنتاج المرئي، وربما لأنه يعي الفقر الشديد الذي يعانيه مجتمعنا في هذا المجال، فجعله تخصصه، من منطلق التزامه.
عبدالرحمن صندقجي؛ جوائزنا القلبية لك.