حمّاد السالمي
* مَن أنا..؟ مَن أنت.. مَن أنتم.. في صورة: (التحول الوطني 2020، ورؤية السعودية 2030)..؟
* تابعت بكل شغف وسعادة؛ كل ما تم الإعلان عنه حول: (رؤية السعودية 2030)، ثم التفاصيل التي رشحت بعد ذلك عن برنامج: (التحول الوطني 2020)، لكني بكل وضوح وشفافية؛ لم أعرف الكثير، ولم أدرك دوري كمواطن معني ببرنامج التحول الوطني، ومستهدف برؤية السعودية.
* من حقي ومن حق كل مواطن أن يسأل هذا السؤال: مَن أنا في (التحول الوطني 2020، وفي رؤية السعودية 2030م)..؟ ومن حقي وحق كل مواطن؛ أن نجد الإجابة الشافية الكافية من قِبل الوزراء والقياديين المعنيين في الجهات المنوط بها تنفيذ خطط التحول الوطني وتحقيق رؤية السعودية.
* هناك عشرة أهداف رئيسة لبرنامج التحول الوطني، جميعها تستهدف حياة المواطن. في التعليم، والتجارة، والاقتصاد، والسكن، والثقافة، والترفيه، وخلافها. وبدون فهم حقيقي من هذا المواطن لكل ما يحيط بالبرنامج من مفردات جديدة، ومصطلحات حديثة، وأهداف متوخاة، وخطط عمل مبرمجة وممنهجة، ونتائج مستهدفة في ختام برنامج التحول، وكذلك في نهاية خطة الرؤية؛ وكذلك معرفته بمكانه وبدوره في هذه العملية الكبيرة في تاريخنا الوطني، وما هو مطلوب منه تحديدًا؛ فسوف تظل هناك مساحة ضبابية بينه وبين ما يجري من أجله ومن أجل مستقبله ومستقبل أبنائه من بعده.
* الشروحات التي تفضّل بها خمسة من الوزراء في مؤتمر صحافي عقب إعلان برنامج التحول الوطني قبل أيام عدة، ليست كافية. بل شاب البعض منها الغموض وعدم الوضوح، واكتنف بعضها توهيمات. مثلاً: كيف يتم تقليص الرواتب..؟! وكيف يتم تقليص عدد العمالة..؟! وكنا نتوقع أن تكون هناك منصات إعلامية مستدامة للشرح والتبيين، وضخ المزيد من المعلومات البيانية لكافة القطاعات، ما من شأنه خلق بيئة معرفية أفضل لدى كافة شرائح المجتمع المتحفز لمعرفة ما يجري من تغيير في حياته في ظل: (اقتصاد مزدهر - مجتمع حيوي - وطن طموح).
* نعم.. إننا نسعى اليوم إلى تحقيق اقتصاد مزدهر، في مجتمع حيوي، لوطن طموح. إن حيوية المجتمع هي السبيل الوحيد للوصول إلى اقتصاد نامٍ مزدهر، وهي التي ترسم ملامح الطموح الوطني على كافة المستويات، ولكي نتخلص من وصاية النفط على حياتنا، فنحن نؤسس لمصادر دخل آمنة ومستدامة؛ من خلال الاستثمار في الإنسان السعودي أينما كان، وفي أي قطاع هو.
* إنّ الاستثمار في الإنسان يبدأ من التعليم المتحوِّل المواكب للعصر، الذي يجب وقف الوصاية غير التعليمية عنه فورًا. نحن نعيش أزمة حقيقية في مخرجات تعليمنا أضرت بحياتنا وفي المقدمة الاقتصاد. ما زال الإصلاح في التعليم خجولاً، وما زال التعليم يعج بالصراعات الأيدلوجية بين التيارات الفكرية المتنافرة، ما تسبب في أزمات اجتماعية واقتصادية كثيرة. لقد مارسنا الوصاية الوعظية على التعليم عقوداً عدة، فحاربنا بشراسة ضد ضم تعليم البنات إلى تعليم البنين، ووقفنا ضد مقررات التربية الوطنية، ووقفنا ضد تدريس اللغة الإنجليزية في التعليم العام، وهمّشنا الرياضة البدنية والتربية الفنية، ثم لم نحصد غير مخرجات لا تناسب سوق العمل، وبطالة بين الخريجين، فما نلنا إلا الندامة لفشلنا في تطوير الإنسان، ومئات آلاف الخريجين الجامعيين الذين لا مكان لهم في وظيفة عامة أو خاصة، وكان ذلك ببركة الخوف على القيم، والدعوة للمحافظة على (الخصوصية السعودية) المفترضة، التي لا وجود لها في عصر هيمنة الإعلام الرقمي وتشييء البشر.
* إن التحول في ميادين التعليم والثقافة والإعلام والمجتمع والإدارة العامة، هو الأهم والأجدر بالأولوية في برنامج التحول ذاته، ولهذا أقول: يجب أن أعرف؛ وأنا المواطن الطالب، والمعلم، والتاجر، والعامل، والفلاح، والإعلامي، والمثقف، والموظف، وكل من يمثل طيفًا في المجتمع.. يجب أن أعرف أكثر، وأفهم أكثر، وأدرك ما لي وما علي في: (التحول الوطني 2020، وفي رؤية السعودية 2030). هذا.. لكي أنهض بدوري المفترض، وأقوم بواجبي كاملاً، وأسهم في تنمية وطني، حتى استحق مكافأة الأهداف المحققة من وراء ذلك في حياتي وفي مستقبل أبنائي.
* لا ندري من نلوم في هذا..؟ أنلوم الوزارات والجهات التي تقود عملية التحول الوطني وصولاً لرؤية السعودية..؟ أم نلوم أنفسنا..؟ أم نلوم وسائل الإعلام..؟ وخاصة الرسمية منها. فالمعرفة شرط للتصور، وحسب القاعدة الأصولية التي تقول: (الحكم على الشيء فرع عن تصوره)، فإنه لكي يتم إصدار الأحكام على أمور معينة من أقوال وأفعال وتصرفات؛ لابد من تصور ذلك الشيء المعروض لإصدار الحكم عليه، وهذا يتطلب فهمه واستيعابه بدرجة كافية للنظر فيه، وتكوين فكرة متكاملة عنه، حتى يأتي الحكم مطابقاً لما يُعرض من رأي أو قول أو فعل. وما تم عرضه وتقديمه حول التحول الوطني ورؤية السعودية من إعداد: (مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز)؛ يشكل ثورة حقيقية غير مسبوقة في عالم التخطيط والتغيير، المبني على أسس اقتصادية واجتماعية وتنموية وحضارية راسخة، ويأتي الإنسان في صلب هذه العملية النهضوية، عاملاً فيها، ومستهدفًا منها، ولهذا كانت معرفته ضرورية، وإدراكه مُلزم.
* تحيتي لكل من يعنيه الأمر في توضيح: (برنامج التحوُّل الوطني 2020، ورؤية السعودية2030):
ومن يجد الطريق إلى المعالي
فلا يذر المطيّ بلا سنامِ
فلم أرَ في عيوب الناس عيبًا
كنقص القادرين على التمامِ