د. عبد الله المعيلي
من المؤكد أن كل مخلوقات الله تتمتع بعقل تدرك به المثيرات التي تدفعها إلى ممارسة سلوكات معينة تلبية لما تقتضيه هذه المثيرات، وهي على مستويات مختلفة، تجمع بين البساطة والتعقيد حسب قدرات المخلوق ومنافذ إحساسه وحواسه التي يدرك بها ويتفاعل بموجبها مع محيطه المجتمعي، ويدرك بهذا العقل المعطيات التي تحفظ حياته من مأكل ومشرب، وفي امتداد وتواصل جنسه في الوجود من حيث التوالد والتناسل، ومن يتتبع تلك المثيرات والمعطيات وتفاعل المخلوقات معها يدرك عظمة الخالق سبحانه وتعالى الذي قدر هذا ويسره فضلاً منه وكرمًا، كل حسب طبيعته وتكوينه.
واختص الله بني البشر عن غيرهم من المخلوقات بنعمة عقل مزود بقدرات تحقق التواصل اللفظي، والتعبير بكلمات وعبارات تعكس ما يختلج في النفس من حاجات ورغبات، وإمكان تلبيتها في ضوء أطر مما أباحه الله، أو مما توافق المجتمع على تقبله وفق تلك الأطر من ثوابت الحلال والمباح، والمقبول والمرفوض، والصح والخطأ.
وعندما تخترق المعطيات وتنتهك بممارسات تتعارض معها، فإن ذلك يفضي إلى زعزعة الأمن الاجتماعي، وإلى استفزازه وتشظيه، ومن الأمثلة على ذلك تمجيد أفراد أو جماعات معروفة بعدائها وكراهيتها ومكائدها للمملكة وأهلها، وإظهارهم بصورة مثلى، صورة تختلف تمامًا عن الحقيقة التي يعرفون بها، فإن في ذلك رسالة لا يفهم غايتها حتى من يتمتع بأعلى القدرات العقلية وأكثرها ذكاء.
مثال ذلك «حسن نصر» الذي يتبجح بكراهيته للمملكة نظرًا لما يحمله في نفسه المضطربة المريضة من معاداة للمملكة وشعبها، لأن المملكة ملتزمة بثوابتها الدينية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، تلك الثوابت التي ظلت حجر عثرة في نشر معتقدات المذهب الصفوي المجوسي المعادي للإسلام، فهو مجرد بوق أجير ينفذ أجندة معممي إيران الصفوية المجوسية.
قد يختلف إدراك الأمور، وتختلف الأفهام فيها من شخص لآخر، لكن يستحيل أن يجمع الناس جميعهم - عدا فئة من المصابين بالحول العقلي - أو أن يجتمع الرأي العام على ضلالة أبدًا، ولهذا يحمد للمجتمع السعودي - علماء وأفرادًا - إجماعه المتواتر على بغض هذا المجوسي الذي ما فتئ يتطاول على المملكة وقادتها وشعبها، والحال نفسها تنطبق على كل من يعادي المملكة ويحملها أوزار فشله، وبالتالي لن تنطلي رسائل تمجيد البطولات المزعومة لهؤلاء وأمثالهم.
تقتضي العدالة والمنطق الراشد، أن تكون مبادئ الولاء والبراء المرجع الرئيس لمواقف المجتمع والإعلام لكونها مبنية على معايير من الثوابت الشرعية والقيمية، فهذا مما يجعل المواقف أصيلة دائمة ثابتة.
من هذا المنطلق يفترض أن تكون رسائل الإعلام منسجمة مع هذا الموقف ومع ما توافق عليه المجتمع وأجمع، والمجتمع السعودي بمختلف فئاته ومناطقه، أصيل في انتمائه، صادق في ولائه، ولا يمكن أن يستسيغ أو يسوغ أبدًا أي رسائل إعلامية تمجد من يعادي المملكة وقادتها.