محمد الشهري
ليس سراً القول إن عميد الأندية السعودية (الاتحاد) قد عانى الأمرين خلال عقد من الزمن ويزيد قليلاً، وأن تلك المعاناة لم تستورد من الخارج، وإنما هي بضاعة اتحادية بحتة تفنن في إنتاجها وتكريسها على أوسع نطاق بعض الأطراف التي لها مصالحها الخاصة التي لن تتحقق إلاّ من خلال تعميق الاختلافات والخلافات بين أكبر عدد ممكن من الاتحاديين لكي يخلو لها الجو للعمل على تحقيق مآربها التي ليس من بينها مصلحة النادي العريق؟!
ورغم أن تلك الفئة التي امتطت صهوة العميد في غفلة ممن يعنيهم شأنه، كانت نواياها وأهدافها واضحة وجلية، وكان العقلاء في وسطنا الرياضي يحذرون بشدّة من مغبة استغراق أبناء العميد في تجاهل كلما يجري وكأن الأمر لا يعنيهم، ولكن لا حياة لمن تنادي.. ولم يتنبهوا لوضع ناديهم وما أحاط به من مخاطر إلاّ بعد أن وقعت الفأس في الرأس، أي بعد أن تم إغراقه في بحر من المشكلات والديون التي لا أول لها ولا آخر؟!
وأخيراً، وعلى طريقة (أن تأتِي متأخراً خير من ألاّ تأتي أبداً) أُعيدت الأمور إلى نصابها، من خلال تكليف ابن النادي، الوجيه (أحمد مسعود) في مهمة إدارة دفة السفينة على الطريقة الاتحادية العريقة المعروفة وليس على طريقة الفئة إياها.
وبعد هذه التجربة المريرة، وبعد التحولات الأخيرة، إلاّ أن هناك من الاتحاديين الذي ما زال يخشى من استمرار نجاح الأيادي العابثة في مساعيها الرامية إلى إفشال مهمة المسعود كما نجحت من قبل في إفشال مهمات من سبقوه من أبناء العميد الشرفاء.. وهنا يأتي دور رموز وعقلاء وحكماء العميد المتمثل بالحيلولة دون تمكين تلك الأيادي من تدمير ما بقي من حضور وعظمة وشموخ العميد.
بمعنى: هل سيسمحون باختطافه مرة أخرى؟؟
الموضوع أعلاه تم إعداده قبل سويعات من صدور بيان الهيئة العامة للرياضة الصادر يوم الجمعة الذي جاء حاملاً في طياته مشاعر الخشية من أن ليل العميد يزداد طولاً (لا قدر الله).