د. عبدالرحمن الشلاش
زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية تأتي مختلفة في سياق عدد كبير من الزيارات التي قام بها مسؤولون سعوديون خلال العقود الماضية من تاريخ العلاقات المتميزة بين البلدين، فالزيارة اكتسبت تغطية إعلامية غير مسبوقة في الإعلام الغربي بعامة والإعلام الأمريكي بخاصة وتؤكّدها كمية البرامج والتحليلات والآراء التي أكدت على أهميتها السياسية والاقتصادية.
الأمر الأكثر تأكيداً على أهميتها أنها تأتي في ثلاث مراحل، تمثّل كل مرحلة أهمية كبيرة ما يعني أن الزيارة في مجملها تأتي مختلفة من حيث الأهمية إضافة إلى النتائج المتوقّعة من الزيارة لدعم العلاقات وزيادة مجالات التعاون في وقت تمر فيه المملكة العربية السعودية بمرحلة تحول تاريخية وصولاً لتحقيق رؤية 2030، وهذا يتطلب التعاون مع الكبار ممثلاً بالدول المتقدّمة سياسياً واقتصادياً وتقنياً وفي مقدمتها دون شك أمريكا بدلاً من إضاعة الوقت في عقد اتفاقيات مع دول ما زالت تتلمس طريقها نحو طريق التقدّم وهذان ذكاء وفطنة يحسبان للأمير الشاب الذي يحمل في زيارته الحالية أمانة عظيمة هي طموحات وطن يسعى للريادة في كل المجالات، ومهمة سموه وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن نايف يحفظهما الله تحقيق هذه الطموحات المشروعة لوطن يستحق أن يكون دائماً في المقدمة، فما تمتلكه هذه البلاد من ميز نسبية وإمكانات ومقدرات وطاقات بشرية هائلة تؤهلها للوصول إلى مركز مرموق.
تكتسب الزيارة التاريخية أهميتها أنها تمر عبر ثلاث مدن أمريكية كبرى. في واشنطن بحث سموه الشؤون السياسية والعلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها مع القيادة الأمريكية وتعزيز الشراكة السعودية الأمريكية والدفع بها إلى مستويات أعلى في مجالات الدفاع وتبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب، وفي سان فرانسيسكو وتحديداً في وادي السليكون، حيث توجد كبريات شركات التقنية في العالم توجه سموه من أجل الإفادة من برامج التقنية في تطوير الأداء التقني للمؤسسات الحكومية والخاصة في السعودية، فبرامج التحول تقوم على التقنية ولا يمكن لها تحقيق الأهداف إلا بالاعتماد على آخر ما توصلت إليه شركات التقنية من برامج متقدّمة جداً.
وآخر المحطات في نيويورك، حيث مقر الأمم المتحدة والتوجه عبر منبرها للعالم وبما تمثِّله المملكة من ثقل كبير على المستوى الدولي. الزيارة كما ذكرت مختلفة من حيث أهميتها، ومنتظر أن تكون نتائجها مختلفة كمياً ونوعياً.