د.علي القرني
قررت أن أتبرع للسيد المعجزة ليونيل ميسي بما يبلغ عشرة ريالات بمناسبة شهر رمضان الفضيل وسأشتري بها عشرة أكياس تشبز بطاطس «ليز» وأهديها إلى ميسيي، لأنّ هذا الرجل أصبح مركز غباء لهؤلاء الذين يستغفلونه وهو يأتي إلى الأسواق ليتمشى حاملاً بيده كيس تشبز بطاطس، وحالما يبدأ بالقرمشة اللذيذة وإذا به يجابه بأشخاص يستغلونه ويسرقون ما في كيسه من بطاطس، لأنه بنيته الطيبة وقلبه النظيف وسلوكياته الراقية يندمج في مواقف مصطنعة ومطبات مفتعلة من أجل أن يتم استغفاله ونهب ما بحوزته من بطاطس.
وكنت أراقبه من سنوات وهو على هذه الحالة، حيث يتكرر استغفاله وتتعدد الحيل والهدف يظل واحداً وهو السطو على ما يمتلكه من البطاطس, وكلما أشاهد السيد ميسي أشعر بحزن شديد وهو يخسر أملاكه المتراكمة من البطاطس، وأظن أنه بعد انتهائه من التمارين اللياقية والمهارية يخرج ليستمتع بكيس أو كيسين من البطاطس، ولكنه لا يتهنى بها نتيجة عمليات السطو التي يتعرض لها شبه يومي من سارقي البطاطس اللذيذة.
إن الثمانين مليون دولار التي يكسبها ليونيل ميسي سنوياً بمبالغ تراكمية تصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات دولار، لم تشفع له أن يحتفظ بكيس واحد فقط من «الليز» يستمتع به وهو يتجول في أسواق شعبية ويتعايش مع مشجعيه ومع المعجبين فيه. وللأسف أصبح ميسي مثار استغباء كثير من رواد السوق، عندما يطلبون منه أخذ صور معه بحكم الإعجاب، ولكن للأسف ظهرت نواياهم الخبيثة في كونهم ينتظرونه يومياً جماعات وأفراداً حتى يطل عليهم ويطلبون التقاط صور له، أو يطلبون منه أن يجلس ليرسموه في لوحاتهم التذكارية، وخلال مراسم الرسم أو التصوير يتم التقاط كل ما في جعبته من بطاطس، وهو يوزع ابتسامته عليهم أو على من يطل عليه من حسناوات شرفات السوق.
ولهذا فقد قررت أن أتبرع ليونيل ميسي بعشرة أكياس من بطاطس التشبز وأرسلها له أسبوعياً لتكون في بنك احتياط الليز الذي يعشقه هذا اللاعب العالمي، وتصبح في متناول يده في أية لحظة يفتقد حبات الليز، وخاصة وهو يفتش كيسه ولا يجد فيه أية حبة تروي جوعه للبطاطس. ولكني في نفس الوقت، وضعت خطة (ب) plan B يتم استيعابها في لحظة فشل خطة (أ)، وهي أن أرافقه إلى الأسواق الشعبية التي يسوح ويتجول فيها.. وسأضطر أن أكون حول ميسي في مثل هذه الجولات لتقديم بدائل من البطاطس المسروقة، فلا يصح أن يتم استغفال هذه المعجزة الكروية من خلال أشخاص يتظاهرون بالإعجاب بليونيل ميسي ولكن حقيقتهم تظهر أنهم مجرد عصابة تهدف إلى سرقة أغلى بطاطس لدى لاعب برشلونة ولاعب الأرجنتين الأول وأفضل لاعبي العالم.
ومن هنا يجب أن نقف صفاً واحداً لنقول لا ثم لا ثم لا لسرقة ميسي، ولا ثم لا لاستغفال هذا الرجل الذي تظهر عليه الطيبة والذوق والأدب، كما تظهر عليه علامات الاحترام لمشجعيه ومعجبيه الذين يأتون من كل مكان لينالوا توقيعه أو صورة سيلفي معه أو يحظون برسمة له وهو يجلس بين مشجعيه ورواده. وما يسيء أكثر هو تنامي حالات الاستغفال لهذه الشخصية المحبوبة من كل أطياف الألوان الرياضية بما فيها مشجعو خصمه اللدود ريال مدريد ، فتتعدد المواقف ولكن تظل الشخصية المستغفلة هي التي تسود في شوارع إعلانات الليز الذهبية.
والجميع يتفق على أن هذه الوقفات الإعلانية التي يظهر فيها النجم العالمي ليونيل ميسي هي من أفضل اللقطات الإعلانية في المواسم الماضية، فهي ترسم البسمة وتخلق البهجة في ملامح مشاهدي مثل هذه الإعلانات. وأصبح نجوم الرياضة والسينما والإعلام، هم المستهدفون الأساسيون من شركات الإعلان التي تتعاقد مع أغلبيتهم في سلسلة إعلانية للعديد من المواسم، وخاصة تلك المواسم التي تتخللها أحداث رياضية عالمية، يتم فيها استقطاب مئات الملايين من المشاهدين. وفي مثل هذه المناسبات، تستغل كبرى الشركات المنتجة في العالم لمختلف السلع والخدمات أن تقفز بأفكار أعلانية جديدة، كتلك التي يظهر بها نجم العالم الأول ميسي في مواقف طريفة تولد الابتسامة والفرح لدى جمهور المشاهدين..