نوف بنت عبدالله الحسين
رموز متداخلة وخطوط وانحناءات ونقاط تجعل من الإمضاء السريع رمزاً لصاحبها وبصمته الخطّية دون أحد... إمضاء سريع جداً يرسم هويّتك ويجعل لك أيقونتك الخاصة في عالم الخطوط التي بدأت تتضاءل في عالم الحروف الإلكترونية الجديدة... إنما للإمضاء وقعه المؤثر على العقود، وله قوته الخاصة في توقيع القرار... فقد يكون سلطة وقد يكون سلطنة وقد يكون توثيقاً وتأكيداً على أن صاحب الإمضاء هو من خط إمضائه...
من الإمضاءات الأنيقة كان إمضاء الأميرة ديانا سبنسر... أتأمل الدال الأعجمية وقد تداخل خط منحني بداخله لتكمل الإمضاء الذي يشبه السلّم الموسيقي...تتأمل من خلاله بساطة التوقيع وسهولة دلالته ووضوحه....إنه توقيع أميرة القلوب.. مشاغب وحزين ورقيق في نفس الوقت....وأنيق جداً جداً....
إلا أن هناك إمضاءات تحمل التعقيد والروعة والعبقرية في رسمها وتوثيقها....إمضاء يحمل الفخامة والغرابة....إمضاء يخبرك عن مدى الإبداع الذي يحمله....
الإمضاء قد يكون إغلاق جميل للوحة... وقد تكون نشوة فرح في إصدار الكاتب الذي سيمضي كتابه لمحبيه وجمهوره...وفي الزمن الجميل كان إمضاء الفنان على صورته وإهدائها لجمهوره تحمل قصة حب متبادلة بينهما...
ثم هناك الإمضاءات التي توجد في أوراق النقود... تلك الإمضاءات التي تعطي ثقلاً ماديًّا .... هو توقيع ثمين .... حتى لو كان على فئة الريال .... يكفي أنه سيحمل الثقل التاريخي في إمضاء نجده على العملة الورقية...
ولطالما أسرني إمضاء فريد .... يقع آخر الصفحات .... لم يكن إمضاءً عاديّاً ... تداخلات فريدة ومعقدة... إمضاء يحمل الهيبة في أركانه وزواياه ... يتواجد في الكثير من القصاصات التي لازمتني طويلاً ... إمضاء يخفي العين سراً ويصعد بالسين المخفية لاما شامخة تتصالح مع الحاء لتختم بعين أخرى أخيرة ... ثم يدوّن التاريخ في آخره تأريخاً لإمضائه ... ذلك إمضاء لا يمكن أن يصنعه سوى شخص واحد .... ذلك الشخص هو ... والدي.