فهد بن جليد
حفل الشراكة السعودية الأمريكية الذي شهدته العاصمة واشنطن، وشرّفه سمو ولي العهد - حفظه الله - دليل آخر على عمق العلاقة بين البلدين الصديقين، وحجم الثقة المُتبادلة بينهما، خصوصاً أنَّ حضور شخصيات - من الجانبين - لعبت أدواراً مهمة في تعميق تلك العلاقة فيما مضى، يبعث برسالة أنَّ الحاضر والمُستقبل هو امتداد حقيقي لتلك الشراكة والصداقة الكبيرة والقديمة التي بدأها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - والرئيس روزفلت، والتي استمرت وتنامت وكبرت طوال عقود من الزمن.
العمل الدؤوب والنشط الذي يقوم به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفريقه في أمريكا - خلال زيارة سموه التاريخية - يدعو كل عربي ومسلم للفخر والاعتزاز به، قبل أي مواطن سعودي يرى قيادة بلاده الشابة المُخلصة تُقدم للعالم أنموذجاً فريداً في الإدارة والطموح والنجاح والثقة والإتقان لرسم المُستقبل، والعمل لغد وبعد غد وليس لليوم فقط، فهذه الزيارة المُثمرة بات واضحاً أنَّها تؤسس لصفحة جديدة من الشراكة السعودية الأمريكية - بشكل أكثر عمقاً وتشابكاً وتفاهماً - بلغة المصالح المُشتركة بين البلدين سياسياً واقتصادياً وأمنياً، والتي يعرف العرب والمُسلمون فوائدها وأثرها المُباشر والكبير على مُناصرة مُختلف قضاياهم العادلة، فالسعودية عنوان وبوابة أمتين، لم تكن يوماً باحثةً عن مصالحها الخاصة بعيداً عن مصالح الأمة أو على حسابها مُنذ عهد الملك المؤسس، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -.
الترحاب الكبير والحفاوة البالغة اللذان أولاهما الأمريكان لزيارة سمو ولي العهد - غير مُستغربين - فهم أكبر دليل على المكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة دولياً، والاحترام الوافر الذي يكنه العالم لقيادتها، والأمريكان أكثر من غيرهم يعلمون جيداً أنَّ السعودية هي الحليف الأقوى والأبرز في المنطقة الذي يمكن الاعتماد عليه في مُحاربة الإرهاب ودعم الاستقرار الدولي، إضافة إلى موقعها ومكانتها الإسلامية وقوتها الاقتصادية وتأثيرها الواسع، لذا تتعهد أمريكا في كل مُناسبة بأن تكون خير عون للسعودية في وجه كل التحديات والأخطار التي تهدد مصالح البلدين المُشتركة.
سمو ولي العهد - حفظه الله - سيبقى في كل زياراته الخارجية محط أنظار واهتمام وسائل الإعلام العالمية، فهو الرجل الأكثر تأثيراً على الساحة الدولية اقتصادياً، الزائر القوي الذي يحمل تلك الحقيبة المهمة المليئة بالمشاريع والأحلام الطموحة لبلده وشعبه وأمته، والفُرص الاستثمارية الحقيقية لكل من يريد العمل بصدق، وينظر للمُستقبل بجدية وطموح من خلال رؤية المملكة 2030، تلك الرؤية التي حظيت باحترام مُختلف دول العالم ورغبتهم بأن يكونوا جزءاً منها، لعلمهم أنَّ كل من وضع يده بيد المملكة ورجالها المُخلصين بصدق وإخلاص (حتماً سينتصر).
وعلى دروب الخير نلتقي.