أتحفني الصديق الأديب حمد القاضي بكتابه القيّم «مرافئ على ضفاف الكلمة» وقد جمع فيه مجموعة من المقالات الرصينة ولقد قال في خطاب الإهداء هو أغلى كتبي لثلاثة أسباب فهو أولاً يمثلني إنسانياً وكاتباً. وثانياً الآتي أهديته إلى أغلى الناس (أمي). وثالثاً لأن من قدم له من أعز الناس على قلبي الرمز الثقافي د. غازي القصيبي، ولقد أمضيت وقتاً ممتعًا مع مرافئ الكتاب الاجتماعية والوطنية والتأملية والثقافية. وكلها مرافئ خير وصدق ووطنية وسطور نور يستضيء بها القارئ، وكلمات ممزوجة بالرحيق، رحيق الصدق ورحيق الحرف، حقاً إن هذه الكلمات فيض زاخر من الوجدان لا يضيع وهجها.
لقد كانت تلك المرافئ تمثل جوانب متعددة في حياة الصديق الأستاذ حمد ونستقطب تجاربه وهمومه. ومن خلال تلك الموضوعات يدرك القارئ مدى ما تمثله من جوانب إنسانية ووطنية واجتماعية وثقافية..
لقد عرفته صاحب مبادئ سامية وأخلاق عالية ومثلٌ كريمة وحب للآخرين، فهو مجموعة من الصفات الكريمة تزدهر به وبأمثاله بلادنا ممن يحافظون على تلك القيم وحمايتها في غمرة من التيارات الفاسدة، فهو من الكتاب الذين تشع كتاباتهم بالسمو بروح الخلق والدين والوطنية وثوابتها ومعطياتها.
وبالجملة فالكتاب وخلال استعراض موضوعاته يمتاز بجزالة اللفظ وفنانة الأسلوب والقدرة على التصوير خلجات النفس وحث على مكارم الأخلاق والوفاء والوعي والثقافة والموفة والإصلاح فهذه الموضوعات تخدم أهدافاً كريمة وتحمل رسالة نبيلة وتتناول أوجه الحياة المختلفة ومظاهر الطبيعة والحياة المتنوعة والعلاقات الإنسانية.
أسأل الله أن يسدد الخطى ويبارك في جهوده وإعطاء المزيد مما عنده من الكتب والعطاء الفكري هذا وبالله التوفيق.