«الجزيرة» - المحليات:
لفتت القاشطات البحرية التي عرضها المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي، أنظار المؤثرين في المجال البيئي زاروا مؤتمر استدامة الصناعات البحرية المنعقد في جدة اليومين الماضيين، وعرض المركز في المؤتمر بعض التقنيات والأدوات التي تستخدم في حماية البيئة البحرية والساحلية من أي ملوثات، وكانت بعض هذه الأدوات ذات أشكال غريبة لم تعتدها العين لندرة رؤيتها في الأماكن العامة، فضلاً عن مسمياتها، التي تتطلب شرحاً من موظف الطوارئ البيئية في المركز.
ومن أبرز من توقف لمعرفة الغرض من هذه التقنيات والأدوات النادرة، مؤثرون خليجيون في وسائل التواصل الاجتماعي مختصون في مجال البيئة ولديهم متابعون في كافة أنحاء العالم نظير المحتوى الهادف الذي يقدمونه.
استوقف المؤثران العماني حمد الكلباني والإماراتي بو عليا -أثناء زيارتهِما للمؤتمر- شرحاً موجزاً لخطة احتواء التلوث بالزيت والمواد الضارة في البحر، وكيف يمكن أن يصل أثره السلبي للمجتمع والاقتصاد ويسبب دماراً هائلاً للشعب المرجانية والكائنات البحرية لو لم يتم احتواؤه في عمليات التنظيف والمكافحة، مثل القاشطات التي تقوم بسحب الزيوت ومن ثم وضعها في حاويات، في وقت استجابة قياسي لا يتجاوز 50 دقيقة، وبكميات تصل إلى نحو75 ألف برميل في اليوم، فيما أثار اهتمام دور «المواد الماصة» التي تستخدم لشفط الزيت دون شفط المياه، وآلية عمل الحواجز المطاطية التي تستخدم للحماية والاحتواء في حالة تسرب الزيت.
تجربة التعامل مع الكارثة البيئية أمر غير اعتيادي لذلك شاهد زوار المؤتمر عرضاً مرئياً - لأحد التمارين التعبوية الوطنية التي يقيمها مركز الالتزام البيئي- يظهر فيه حجم الأسطول المتطور من سفن الطوارئ البيئية التي تعمل على مدار الساعة لحماية البيئة الساحلية للمملكة غرباً وشرقاً، وطائرات الرش السريعة التي تستخدم في تفتيت البقع الزيتية في البحار في حالة حدوث مثل هذه الحالات.، والذي يستخدم لمكافحة التلوث النفطي بطرق ميكانيكية وكيميائيةٍ صديقة للبيئة.
وأكد خبراء البيئة من الزوار أن القيمة السامية لهذه التقنيات المستخدمة في عرض البحر أو على الشواطئ تكمن في حماية أشجار المنجروف التي تتأثر بالتلوث سريعاً مما يستغرق وقتًا طويلاً بين 50 إلى 80 سنة حتى تعود الحياة الطبيعية إليها، فضلاً عن الأثر الذي تتركه على الشعب المرجانية والتي يزخرالبحر الأحمر بأنواع نادرة منها تعد واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعا في العالم.
وأوضح المختصون بأن البيئة البحرية تحيط بها التهديدات التي تأتي من داخلها ومن خارجها، مشيرين إلى أن وجود مثل هذه التقنيات المستخدمة في حماية البيئة البحرية والساحلية يبعث رسائل اطمئنان ويعزز من استدامة الحياة وجودتها في البحار، خصوصاً مع نوعية الرقابة التقنية التي يمتلكها المركز وتمكنه من التجاوب السريع مع أي خطر محتمل عن طريق الرقابة بواسطة الأقمار الاصطناعية وجولات طائرات الدرون من أجل الحفاظ على المعايير البيئية وتطبيق العقوبات على المخالفين.