انتهت أيام الفيفا للمنتخبات وانتهت معها مباريات المنتخب السعودي الودية التي لعبها تحت إشراف مدرب المنتخب الجديد مانشيني وخرجت منها باستفسارات عدة البعض منها كان يدور في ذهني منذ زمن طويل.
حين أشاهد قائمة اللاعبين المنضمين للمنتخب طوال الفترة الماضية وتحديداً في الخمسة أعوام الأخيرة ألحظ وبوضوح أن كل هذه القوائم تعاني من نقص شديد وفقر في العديد من المراكز وللأسف دون جدوى ولايستطيع مدرب المنتخب أن يجد لها الحلول حتى وإن كانت هناك بعض المسكنات واستخدام الحلول الوقتية إلا أن المشكلة أكبر من تلك المسكنات.
دعوني قبل أن أتعمق في المراكز والخانات التي أعنيها أن أذكر نقطة مهمة بأن زيادة عدد اللاعبين الأجانب في الدوري بريئة من المشكلة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وللتأكيد على ذلك جميعنا يذكر بأنه وبعد اعتزال الحارس محمد الدعيع لم يستقر المنتخب على حارس أساسي أكثر من عامين على الأقل على الرغم من أن في تلك الفترة عدد الأجانب لم يتجاوز الـ4 أجانب لكل نادٍ ولم يتم السماح حينها بالتعاقد مع حراس مرمى أجانب ومع ذلك كنا نعاني على مستوى الحراسة في الأندية والمنتخب، وحين تم السماح بالتعاقد مع حراس أجانب وتم زيادة عدد الأجانب لما هو عليه الآن أصبحنا نشاهد مستويات متميزة لحراسنا المحليين كالمعيوف والعويس والعقيدي والربيعي والنجار وبخاري، وعلى النقيض في مركز الهجوم وفي ظل نفس الظروف التي ذُكرت لم يخرج لنا مهاجم نستطيع أن نبني عليه كل الآمال والتطلعات بعد السهلاوي وهزازي وإن كان الأخير لم يستمر لأسباب في ظني مرتبطة باللاعب نفسه إلا أن هذه الخانة أغلقت الباب من بعد هؤلاء اللاعبين حتى وإن كانت هناك بعض الومضات من بعض اللاعبين إلا أنها لا تستمر، لذا نكتشف بعد قياس الحالتين أن زيادة عدد الأجانب بالدوري لم يكن السبب في شح المواهب وافتقار بعض المراكز للاعبين ذوي الجودة العالية، هل يعقل أن المنتخب السعودي ومنذ سنين يعاني على مستوى الشق الهجومي لعدم وجود الهدافين في جميع مراكز الهجوم ؟ هل من المقبول أن لانجد اللاعب السعودي الذي يلعب خلف المهاجم أو لاعب الطرف الهداف في أنديتنا؟ لماذا لجأ رينارد إلى إشراك البريكان في خانة الطرف الأيمن والفرج في مركز صانع اللعب؟ على الرغم من أن الأول هداف ناديه والثاني قائد المنتخب وأفضل من يلعب في مركزه الأصلي، إلا أنه يعلم بأن هذه الخانات لايوجد فيها اللاعب السعودي الذي يمكن أن يقدم الإضافة المرجوة منه في هذه الخانات، إن سألتكم ولو أنني أعلم بأن النسبة العظمى منكم سيجيب بنفس الإجابة وهو من نعوّل عليه في التأثير الهجومي بالمنتخب لوجدنا الإجابة أن سالم الدوسري هو المعول الأكبر للحالة الهجومية للمنتخب بالنسبة للمدربين والجماهير على الرغم من أنه ليس معروفاً عنه بإنتاجيته التهديفية العالية ولكنه بالتأكيد الأكثر تأثيراً في الشق الهجومي، لذا فإني استبشرت خيراً بالدوري الرديف أن يتم تطبيقه هذا الموسم لكونه سيمنح البدلاء ولاعبي الصف الثاني والذين يمثلون أكثر من 50 % منتشكيلة المنتخب الدقائق الكافية من اللعب، وفي ظل ماتمتلكه الأندية فإني كنت أثق بأننا سنشاهد دورياً تنافسياً على أعلى مستوى قد يعطي مدرب المنتخب بُعداً أوسع للاعبين وخيارات أكثر وفرة بكثير تسمح له بالاختيار، ولكن للأسف أن منح الأندية الخيار هذا الموسم أيضاً للمشاركة فيه واحدة من أسوأ القرارات على اللاعب السعودي والمنتخب، لاتطلبوا من مدرب المنتخب أن يضع الحلول لكل ذلك ولاتطلبوها من مدربي الأندية، فسقف التعاقدات والملاءة المالية وقصر عمر المدربين في أنديتنا لاتجعله يلجأ لإشراك المواهب والصبر عليهم فأنديتنا تستعجل النتائج والمدربين حينها يرغبون باللاعب الجاهز.
رسالتي: استحداث البرامج وإيجاد الحلول لرفع جودة اللاعب السعودي (في جميع الخانات) وضمانه للعب عدد كافٍ من الدقائق في المباريات في ظل عدم احتراف لاعبينا للخارج أمر لايقل أهمية عن مشروع استقطاب اللاعبين العالميين لأنديتنا، المواهب موجودة ولكن لن تستطيع اللعب في ظل رغبة المدرب بالجاهز دوماً وهذا المعيار ظالم والأمثلة في ذلك كثيرة .
** **
- محمد العويفير