أقُيم في مدينة الرياض بحكم عملي الوظيفي واستقراري العائلي منذ نحو أربعة عقود هجرية، ولكني لم انقطع عن زيارة مدينتي ومسقط رأسي حائل والإقامة فيها، وبالذات في العطل الرسمية أو الموسمية، أو خلال إجازة العمل؛ لذلك أزعم أنني ممن يلاحظ فوارق التغيير ومعالم التطوير في حائل كلما زرتها، وتحديدًا خلال فترة السنتين الماضيتين منذ أن تولى سعادة المهندس سلطان بن حامد الزايدي أمانة منطقة حائل مطلع عام 1443هـ؛ حيث حظي بدعم واهتمام كبيرين من قبل إمارة منطقة حائل ممثلةً بصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز آل سعود أمير المنطقة، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز آل سعود، في ظل الإنفاق الحكومي التنموي الذي تُوليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله - لكل مناطق المملكة.
هذا التناغم بين أمانة حائل التي غدت أيقونة التطوير بالمنطقة، والإمارة التي تشكل الرافد الأول لأي نجاح تنموي بالمنطقة، وبتعاون الأجهزة الحكومية الأخرى قد انعكس بشكل إيجابي وواقع جلي على المشهد الحضاري الحائلي، فقد تحولت حائل إلى ورشة عمل شاملة، فلا يكاد يخلو شارع أو حي أو ميدان أو مرفق عام إلا وفرق عمل الأمانة تشتغل وتسابق الزمن نحو مشارف الإنجاز، فمن يضع قدميه على أرض حائل عاشقًا أو زائرًا بعد انقطاع فترة زمنية محددة، أو يجول في أكنافها بعين فاحصة يلحظ بوضوح مكامن التغيير ومحاسن التطوير التي تعيشه عروس الشمال في كل جوانبها وعلى اتساع رقعتها الجغرافية، سواءً في تأهيل الحدائق والمتنزهات العامة ومضامير المشي والجلسات الخارجية تأهيلًا مميزًا بالخدمات والمرافق، وتعزيز الغطاء النباتي واتساع رقعة التشجير، أو تحسين الميادين المحورية بالمجسمات الجمالية، أو تطوير الطرق والشوارع الرئيسة أو الشريانية لتكون أكثر فاعلية، أو أعمال إعادة السفلتة المتواصلة في الأحياء السكنية والشوارع المختلفة، أو في أعمال الإصحاح البيئي المستمرة، أو الإضاءات الجميلة التي ترسم لوحات ليلية مبهرة على تضاريس حائل، والمسارات المرئية والشاشات الإلكترونية التي من خلالها يواكب الناس الأحداث الرياضية والترفيهية والإعلانات الموسمية، فضلًا عن معالجة التلوث البصري بشكل نظامي وإجراء حضاري، ومعالجة إشكالات البنية التحتية وتصريف السيول، وتطبيقات اشتراطات البناء العمراني من خلال المنصات الإلكترونية، كل ذلك وغيره كثير يتم وفق منظومة عمل متكاملة بين بلديات الأمانة وإداراتها، مستهدفةً تحقيق مفهوم أنسنة حائل بشكل فعلي.
هذه الجهود الخيرة واستثمار موارد الأمانة بشكل منهجي وفق أعلى معايير الجودة والإنجاز السريع يؤكد أن حرص المسؤول الأول في أي جهاز حكومي ومتابعته الدقيقة لابد أن ينعكس بنتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع المشاهد، وهذا يبدو جليًا ومُثبتًا مع الرحلة اليومية لأمين منطقة حائل المهندس سلطان الزايدي، فلا تجد البيروقراطية في قاموسه أو المركزية في إدارته، بل الإنجاز المتواصل هنا وهناك، وهو يتابع أعمال الأمانة ومشروعاتها، ويلتقي المواطنين والمراجعين يوميًا، ويعالج مكامن القصور بحسن قراراته وسرعة استجابته، التي تبرهن على الجاهزية الفعالة التي تتمتع بها أمانة حائل، سواءً استعدادًا للمناسبات الوطنية، أو تحسبًا لتداعيات الأحوال المناخية. إن ما تقوم به أمانة حائل بقيادة ربانها الزايدي تعزز مقومات البيئة الاستثمارية في حائل، كما تكرسها كمنطقة جذب سياحي. شكرًا مهندس سلطان، والشكر موصول لكل العاملين في أمانة منطقة حائل. والله يكتب لكل مناطق مملكتنا الحبيبة كل تقدم ونمو وازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة.
** **
moh.alkanaan555@gmail.com