في ظل المأساة التي يعيشها أهالي غزة حيث يصبحون ويمسون على دوي أصوات الصواريخ التي يطلقها الكيان الصهيوني نحو المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني الأبي في صورة أشبه بالإبادة الجماعية فكمْ من طفل لقي مصرعه وهو في أحضان أمه، وآخر يلفظ أنفاسه الأخيرة فوق جسد أبيه جراء القصف المتوالي على غزة، وآخرها استهداف مستشفى المعمداني الذي خلف حوالي مئات الشهداء، مشاهد تقشعر منها الأبدان، ومن أكثر تلك المشاهد ألماً وحرقة هي انتشال الأطفال من تحت الركام ووداع ذلك الطفل الذي وقف على جسد أمه الملطخة بالدم ولسان حاله يقول: (بأي ذنب قتلت).
وعلى الجانب الآخر تجد في الدول الغربية تأييدا واضحا يقف جنبا إلى جنب مع الكيان الإسرائيلي وتمنع كل من يقوم بنصرة أهالي غزة، فهناك بعض من لاعبي كرة القدم من الدول العربية وغيرها من الدول قاموا بنشر العديد من الفيديوهات يعبرون فيها عن وقوفهم مع الشعب الفلسطيني تعقب تلك المنشورات هجوما من قبل الإعلام الغربي تجاه اللاعبين وأطلقوا عليهم «أنصار الإرهاب فوق الملعب»، وفي المجال الصحفي تم فصل أحد رسامي الكاريكاتير الشهير ستيف بيل لقيامه ببعض الرسومات المعبرة عن الوضع الحالي في غزة.
إن هذه المواقف ليست بغريبة على من يرفعون شعاراً بمسمى حقوق الإنسان، وهم أكثر من سلب وانتهك حقوقه طوال الأعوام الماضية، ولا زالت، إن مثل هذه الشعارات الزائفة والرنانة لم تكن إلا بهدف تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية لتلك المنظمات.
أما على الجانب العربي فقد خرجت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تلك الأصوات النكرة التي تتشفى من الفلسطينيين وتقوم بتصفية حساباتها القديمة، وترحب بتلك المجازر.
العجب وكل العجب من زمرة قد مُلِئت قلوبهم بالغل والحقد الدفين غير مكترثين لما يحدث يوميا على الأبرياء من الأطفال والعجزة.
إن هذه المهاترات هي بالفعل أقسى من ذلك القصف الغاشم وأكثرها وقعا على النفس.