ألو : وينك؟
بالمكتب
بغيتي شيئ؟
لا بس متضايقة.
عسى ماشر؟
كم لنا وحنا زعل وخناقات ومحد طايق يكلم الثاني حتى الأطفال لاحظوا.
اليوم نوف تسألني ماما أحس بينك وبين بابا شيئ.
أنتِ اللي سويتي جو هالتوتر في البيت.
على العموم أنا الحين مشغول وعندي اجتماع نتكلم إذا رجعت.
لحظة
عازمتك على قهوة المغرب في كوفي 23 سبتمبر
طيب يصير خير
مع السلامة.
لحظة إدراك
الموضوع يستاهل نجلس كل هالوقت مانتكلم مع بعض؟
يستاهل ينامون أولادنا على صوت صراخنا وحنا نتناقش عشان كل واحد يثبت وجهة نظره للآخر.
الفجوة اللي بيني وبين أبيهم راح تضيعهم ويحاولون يحصلون جو ثاني مريح لهم عشان يهربون من جو البيت والتوتر اللي حاصل فيه.
اليوم جتني مكالمة من المدرسة عن سلطان الولد ضعيف بالدراسة وفكره مشتت.
وتكلمت معه المختصة وقال لها إن جو البيت ماهو مريح عشان أذاكر.
حسيت بالهزيمة حسيت بالضعف وش كثر تأخذنا أنفسنا لمواقع غير مناسبة تخلينا نتوه عن دورنا الحقيقي في الحياة.
لحظة الإدراك هذي جت في وقتها.
تخيلت وضعنا مستمر وكل واحد متمسك في عناده وكل واحد يحاول يكون هو الصح والأنا العالية اللي بيننا لو كبروا أولادنا وحنا عايشين في سلطنتها وش بيكون وضعهم؟
راح تجذبهم أماكن غير آمنة وممكن نصحى على أمور غير متوقعة.
أنا في منصب قيادي وأبوهم في منصب قيادي وقاعدين نُدير دفة التنمية بالوطن «وباب النجار مخلوع».
إذا ماحنا قادرين ندير أسرة صغيرة ونُشّعر أطفالنا بالأمان ونعطيهم الثقة بأنفسهم ونوقد عندهم الشغف للدراسة والولاء للوطن وأن المستقبل على هالأرض وأن دراستهم وتفوقهم وانخراطهم في سوق العمل جزء مهم في دفع عجلة التنمية إذاً نحن لسنا جديرين في أن نحمل لقب أب وأم.
رجعت من الدوام وكلي إدراك ووعي تام بالتغيير تغيير في علاقتي مع أبوهم علاقتي معهم علاقتي مع نفسي كأم قررت أحمي أطفالي من كل شيئ قد يمضي بهم إلى طرق منحدرة.
دخلت البيت وأنا أبتسم حضنتهم وهمست لهم بأن أبوكم عازمني على قهوة المغرب التفتوا لبعض وهم يبتسمون ومستغربين.
وقلت بعد القهوة راح نتعشى مع بعض في مطعم خلكم جاهزين.
كمية الفرح اللي شفتهم بعيونهم تفوق الوصف حسيت رجعت لهم الحياة.
يالله وش كثر كنا أنانيين.
رجع أبوهم سلم علينا وقربت منه قلت على وعدنا المغرب شكلك نسيت أنك عازمني على القهوة؟
جلس يناظر بالأولاد وهم يبتسمون ومبسوطين ونوف تحضن أبوها وتقول شكراً بابا لأنك عزمت ماما وترانا بنطلع نتعشى معكم بعد ما تشربون قهوتكم.
ابتسم أبوهم وقال ابشروا بس أرتاح ويصير خير.
الساعة السابعة مساء ً
المقهى 23 سبتمر
ردهة المقهى تتوشح باللون الأخضر استعداداً ليوم الوطن.
طلبنا قهوتنا وجلسنا نتفرج على الاستعدادات الوطنية.
نايف :
سمي
بسألك :
وش كثر الوطن قاعد يشتغل في كل المسارات لتهيئة السبل لاستقرارنا وأماننا وراحتنا حنا وعيالنا؟
يووووه
سؤالك هذا يحتاج مجلدات.
طيب وش حقه علينا؟
حقه علينا أن نكون له عوناً،
الوطن أرض الوطن إنسان الوطن بيت الوطن مجتمع الوطن أب وأم وأولاد.
و العدو متربص لنا في كل مكان يستهدف أمننا يستهدف وحدتنا يستهدف شبابنا.
بقولك شيئ نايف:
الظهر وأنا في المكتب جتني لحظة إدراك ووعي مخيفة لوضعنا.
حنا شخصيات مثقفة وواعية ومطلعة والوضع اللي كنا فيه ما كان صحي لنا ولا لأولادنا.
تخيل مستمرين على مشاكلنا كل يوم تخيل أولادنا يكبرون على هالمشاكل.
الطبيعي أنهم يبحثون عن البديل بأي مكان والشباب الهش من السهولة أن يُطيح بأي مرتع ومع أي شخص، حنا لازم نكون مع الوطن نبني ونعرز وندعم ونقاوم التحديات والأسرة هي المكان الأول للتربية ويقع على الأب والأم أمور كثيرة تتعلق في دعم الأبناء بالحب والقرب والثقة وأن يكونوا لهم أصدقاء ولا يكون هناك مجال لاختراقهم.
أنا أعتذر عن الوقت اللي ضيعته من أعمارنا وأعمار أولادنا بأمور لا تستحق.
هناك ما ينتظرنا هناك وطن كل يوم يتقدم وعلينا أن نكون يداً واحدة معه نحو الهدف.
يدي بيدك نايف ندخل البيت ونبتسم وكلنا فرح لأولادنا نبي نشعرهم بالآمان ونعطيهم وعد بأن نحتفي معهم يوم 23 سبتمبر ونقولهم بكل فخر على هذه الأرض نحلم ونحقق.