«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
تبذل القيادة السعودية بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وقيادة مباشرة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وقائد رؤية السعودية 2030 الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، جهودا كبيرة لرفع جودة الحياة للمواطن السعودي، بما يحقق له الرفاهية، والعيش باكتفاء يغنيه عن السفر خارج الوطن، وما يحدث من هيئة الترفيه، من خلال برامجها العديدة، وخاصة فيما يتعلق بموسم الرياض، ما هو إلا نموذج لتحقيق رغبات الشعب السعودي، ورسم الابتسامة على شفاه كل مواطن.
رياضياً: قدمت الدولة حفظها الله عدة مشاريع، وصرفت مليارات الريالات، في سبيل النهضة بالرياضة، وطورت البنى التحتية للملاعب، واستحدثت أخرى، وقامت أو ستقوم، باستضافة العديد من المناسبات الرياضية العالمية والقارية والعربية، ويأتي على رأسها، كأس العالم 2034، وكأس أمم آسيا 2027، وكأس العالم للأندية الذي سيقام في ديسمبر المقبل، وغيرها من الاستضافات التي برهنت على ثقة العالم في السعودية، وإيمان الاتحاد الدولي والقاري، بالامكانات التي تتمتع بها السعودية.
في الجانب المحلي: بدعم مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قفز الدوري السعودي قفزات هائلة، لم يكن يتوقعها أي رياضي، حتى أصبح اليوم ينافس كبرى الدوريات العالمية، لدرجة أن الاتحاد الأوروبي، أبدى مخاوفه من سيل التعاقدات التي كانت تقوم بها الأندية السعودية خلال فترة الصيف الماضي، وحاولوا التحريض ضد هذا المشروع النهضوي، ولكنهم فشلوا، لأنه لم يكن لديهم مبدأ موحد، فقد أخذتهم العاطفة والانحياز لأوروبا، وفي النهاية صُدموا بالواقع الذي فرضته عليهم السعودية، التي أصبحت تحت أنظار محبي كرة القدم في العالم.
نهضتنا الرياضية الجديدة، بدأت من خلال مشروع «برنامج استقطاب النجوم»، الذي كان يسير بحسب توجيهات وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وكان له الدور الأكبر في تحقيق ما تنعم به الأندية اليوم من نجوم وأساطير لم يُخيل لأحد أن يكونوا يوماً ما موجودين في الدوري السعودي، ويتنقلون من مدينة لأخرى، ويراهم المشجع على العشب الأخضر، مستمتعاً بما يقدمونه من أداء فني كان يراه خلف التلفاز فقط.
مشروع استقطاب النجوم، بدأ منتصف الموسم الماضي 2022 - 2023، باستقطاب أسطورة كرة القدم العالمية، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يحظى بشعبية عالمية كبيرة جداً، ولا مجال لأن نقارن بينه وبين غيره في الشعبية، وهذه البداية كانت موفقة للقائمين على المشروع، وأتاحت لهم فرصة ثمينة، استغلوها بكل اقتدار، ليُمنح نادي النصر اللاعب العالمي منتصف الموسم الماضي، كون الأندية الجماهيرية غير مهيأة لاستقطابه، فالهلال والاتحاد كانا معاقبين بالإيقاف، والأهلي كان في دوري الدرجة الأولى، وحتى نكون منصفين، فالهلال بناء على تصريحات رئيسه الأستاذ فهد بن نافل، هو من فتح باب المفاوضات مع كريستيانو رونالدو، وكان قريبا من التعاقد معه، إلا أن عدم منحه التدابير الوقتية في قضية محمد كنو، كان وراء إيقاف الصفقة.
مشروع استقطاب النجوم، بدأ بالبرتغالي كريستيانو، في شتاء الموسم الماضي، واستمر في استقطاب نجوم العالم في هذا الصيف، حيث تم التعاقد مع 89 نجما، يأتي على رأسهم الفرنسي كريم بنزيما أفضل لاعب في العالم الموسم الماضي، والأسطورة البرازيلية جونيور نيمار، وفيرمينو وكانتي ورياض محرز وهيندرسون وفابينهو وميندي وبيرزوفيتش وماني وسافيتش وغيرهم من نجوم العالم الذين كانوا تحت رادار كبار أندية أوروبا، إلا أن المشروع الرياضي السعودي النهضوي، كان الأكثر تأثيراً في العالم، والأكثر قدرة على إقناع النجوم، لاستقطابهم للدوري السعودي، وقد نجح القائمون على مشروع استقطاب النجوم بقيادة الأستاذ سعد اللذيذ، في تحقيق جزء كبير من خطة المشروع، الذي بحسب تصريحات اللذيذ لن يتوقف عند هذه المحطة، إنما هو مشروع قائم لسنوات قادمة، حتى يكون الدوري السعودي من ضمن أفضل 5 دوريات في العالم، وقد اقتربنا من تحقيق هذا الحلم، وكيف لا نقترب، ومشروعنا الرياضي النهضوي، يقف خلفه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي ما أن يخطط على شيء، إلا ويتم تنفيذه بحسب ما خُطط له، ومن حظ الوسط الرياضي، أن سمو ولي العهد، شخصية شبابية رياضية، وقريب من الشباب، ولذلك لن يستغرب أحد، لو جاء يوم، وكنا ننافس الدوري الانجليزي على الأفضلية في العالم.
بقي أن نقول: مشروع استقطاب النجوم، مشروع وطني، من يقوم عليه تم اختيارهم بعناية، وبعيدين عن الميول وصراعاتها، ومن واجبهم على كل إعلامي مستقل، إنصافهم في عملهم الكبير، وإعادة الفضل لأهله، والفضل هنا لله، ثم للقيادة السعودية العليا، التي صرفت على رياضتنا مبالغ طائلة، حتى تنهض وتزدهر، ولا بد من التأكيد على أن هذا المشروع كان عادلا مع الجميع، وصرف على الجميع بالتساوي، أما من يقول إن بعض الأندية هي من قامت باستقطاب بعض النجوم العالميين مثل كريستيانو ونيمار وبنزيما، فقد ظلم نفسه قبل أن يظلم المشروع الرياضي، فالأندية لا يوجد لديها قدرة في دفع المبالغ التي بموجبها تم التعاقد مع هؤلاء النجوم، بل إن الأندية باستثناء الهلال، كانت غارقة في الديون، التي لو لم يتم تسديدها من الدولة، لما استطاعت استكمال مرحلتها بالقوة التي نشاهدها عليها اليوم، بل إن بعض الأندية كانت قريبة من الانهيار، وربما إعلان إفلاسها، وقد سبق لبعض رؤساء الأندية إيضاح التزاماتها، ومن ضمن هؤلاء الرؤساء الأستاذ مسلي آل معمر رئيس نادي النصر الذي كتب في موقع x بتاريخ 11-6-2022 ما يلي:
كثر الحديث عن قوة النصر المالية، والبعض (يتبنى) ترسيخ ذلك، لشئ في نفسه ولأهداف معروفة. والحقيقة هي:
أولا: إدارتنا أتت في أصعب فترة مالية في تاريخ النصر (إجمالي الديون 393 مليون)، ثانيا: العجز السنوي (الفرق بين المصروفات والمداخيل) يتجاوز (200 مليون)، ثالثا: لولا الدعم الحكومي (لجميع الأندية) والدعم السخي من الأمير خالد بن فهد، لما استطعنا التسجيل خلال فترتي التسجيل الماضيتين، وفي تاريخ 30-12-2022، بمعنى بعد ستة أشهر فقط من إيضاح كمية الديون التي قاربت 400 مليون، تم الإعلان عن تعاقد نادي النصر مع النجم العالمي كريستيانو رونالدو، عن طريق برنامج استقطاب اللاعبين، ولم يكن عن طريق النادي كما يوحي بذلك بعض الإعلاميين وبعض الشخصيات النصراوية، ولذلك يجب إنصاف مشروع برنامح استقطاب النجوم، ودعمه وشكر القائمين عليه لجهودهم في خدمة الأندية السعودية.
وفي النهاية، نؤكد أن الأندية الأربعة الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، تم دعمها بشكل متساو، رغم تفاوت عدد اللاعبين في كل ناد، وقد أشارت قناة الإخبارية السعودية إلى أن الأهلي تم التعاقد له مع 8 لاعبين أجانب، بمعنى جميع اللاعبين الأجانب في الأهلي، كانوا من برنامج الاستقطاب، وهو أكثر الأندية التي تم دعمها بعدد من اللاعبين، ومن ثم يأتي النصر ثانياً، حيث تم دعمه بـ7 لاعبين أجانب، واستمر معه البرازيلي تاليسكا، وجاء ثالثاً الهلال، حيث تم التعاقد له مع 6 لاعبين، بينما تعاقد النادي مع الحارس ياسين بونو، واستمر البرازيلي ميشائيل، وحل رابعاً الاتحاد، حيث تم التعاقد له مع 5 لاعبين، واستمر معه كلاً من غروهي، وأحمد حجازي، وعبدالرزاق حمدالله، وكورنادو، ورومارينهو.