وانتهت قصة الخلاف بين قائد الهلال سلمان الفرج ومدربه جيسوس التي شغلت الأوساط الهلالية خلال الفترة الماضية، ولكن في ظني أن للحكاية فصولًا لم ترو حتى الآن، ففي الصيفية الماضية خرجت أنباء قوية جداً تفيد بأن جيسوس لا يرغب بوجود الفرج ضمن فريقه، وعاد سلمان وشاهدنا عدم اعتماد المدرب عليه في أغلبية المباريات حتى حدثت المشكلة، هل أخطأ سلمان؟ بكل تأكيد أخطأ لكونه لم يمتثل لقرار مدربه بالدخول في آخر الدقائق من مباراة التعاون ومهما يكن تصرف المدرب معه أثناء المباراة فالمفترض منه تأجيل أي خلاف لحين العودة للنادي، أما عن جيسوس هل هو الآخر أخطأ؟ إجابتي نعم .. فلاعب بهذه القيمة وهذا التاريخ في أي نادٍ ينبغي أن يتم التعامل معه بطريقة تحفظ للاعب قيمته وتاريخه، ولا أعني بذلك أن يتم فرضه بالتشكيلة على حساب الفريق ولا يصح أيضاً بأن يتم إشراكه في آخر دقيقة وكأنه أحد اللاعبين الصاعدين في الفريق، عندما يتم التعامل مع هذه الفئة من اللاعبين بذات الطريقة التي يتم التعامل بها مع اللاعبين الشباب فهذا في ظني تقليل من قيمته وأهميته، فليس من المنطقي أن يخرج لنا ذلك الرأي الذي يرى بأن اللاعب الشاب أهميته تساوي اللاعب القائد والأسطورة في فريقه، فهذا لا يخل بمبدأ العدالة وهو الأهم، فالمساواة في هذه الأمور خيار غير منطقي، لا أعلم لماذا تذكرت قضية رونالدو في مانشستر يونايتد ومدربه تين هاج عندما دفعه عنوة للخروج من النادي حتى تحقق للمدرب ما أراد، من يعرف جيسوس وأسلوبه في اللعب المباشر والطابع البدني الذي أوجده في الفريق يعلم بأن لاعباً بخصائص الفرج لا يناسب أسلوبه، ولكن هذا لا يعني بأن تكون العلاقة بين الطرفين منذ بداية الموسم وحتى الآن ليست على ما يرام، أثق بإدارة الهلال بسعيها لقطع دابر هذا الخلاف وبخبرة جيسوس الذي بات أكثر عقلانية في تعامله داخل النادي وبعقلية الفرج التي جعلت منه أسطورة ولاعبا يصعب تكراره في الكرة السعودية.
رسالتي: سلمان أخطأ وجيسوس أخطأ، والمتضرر الوحيد من هذا الخلاف هو الهلال، الفريق بحاجة إلى أن يستمر بأجوائه الإيجابية، وسلمان يستحق نهاية تليق بتاريخه العظيم مع ناديه.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer