«الجزيرة» - عمار العمار:
من المعروف بأن مباريات كرة القدم مليئة بالأخطاء التحكيمية والحالات الجدلية التي قد تسلب بطولة من فريق لا يستحقها وتهديها إلى فريق لا يستحق، ولكنها في عرف رياضة كرة القدم تظل أخطاءً بشرية، وكثيراً ما رأينا احتجاجات على الحكام وصل إلى حدِّ الطعن والتشكيك في الحكم السعودي خاصة وفي لجان الحكام بشكل عام وسمعنا عبارة محاباة ودلال وتوجيه للبطولات ولكنها تستند على أهواء فقط لتبرير الفشل، وكان الفريق الهلالي متسيد الساحة ببطولاته وانتصاراته.
وللخروج من هذه الأزمة التي فجرها البعض ممن يجعل التحكيم شماعة لكل إخفاقاته تمت الاستعانة بالحكم الأجنبي ولكن واصل الهلال حصد البطولات بل ووسع الفارق مع أقرب منافسيه إلا أن البعض واصل التشكيك ورمي التهم جزافاً ووضعه شماعة لكل إخفاق، لتتدخل التقنية الحديثة في عالم التحكيم وتتم الاستعانة بتقنية الـ VAR وهي اختصار لكلمة (video assistant referee) حكم الفيديو المساعد ومعها قلّت الأخطاء التحكيمية بالعودة لهذه التقنية ومعها أيضاً واصل الفريق الهلالي السيطرة على الألقاب وكأن شيئاً لم يكن، إلا أن هؤلاء لازالوا يشككون ويرمون الاتهامات على التقنية الآلية ليجدوا لهم شماعة أمام جماهيرهم وللخروج من حرج عدم تحقيق البطولات ومعها اقتنع الجميع بأن هؤلاء مؤدلجون خلف شعارات بالية لا يمكن أن يعترفوا بأفضلية الآخرين عليهم لأن البون الشاسع بين الهلال وبقية الأندية فاق الضعف ومعه اتسع الفارق حتى في الفكر.
حضور الحكم الأجنبي
في العام 2004 بدأت فكرة الاستعانة بالحكام الأجانب بهدف تقليل أخطاء الحكام المحليين، وإخماد نار التشكيك التي استشرت في الوسطين الرياضي والإعلامي على حدٍّ سواء، واقتصر حضور الأجانب في البداية على حكام مباريات المربع الذهبي والمباريات النهائية للدور ولكأس ولي العهد وكان أول طاقم حكام أجانب وطأت أقدامه للملاعب السعودية في نهائي كأس ولي العهد بين الاتحاد والأهلي وحينها فاز الاتحاد بهدف للاشيء، واستمر العمل على ذلك لمدة ثلاثة مواسم (2004 و2005 و2006)، بعدها تم السماح لحضور الأجانب لإدارة المباريات التنافسية منذ العام 1427 وكان أول لقاء جمع الهلال بالشباب وانتهى 4/ 0 للهلال. ثم تطور الحال بالسماح للأندية بطلب حكام أجانب لإدارة مبارياتها بواقع 5 حكام ثم 7 حكام إلى أن وصل لعدد مفتوح من الحكام لإدارة المباريات داخل وخارج أرضك.
وحين تمت الاستعانة بالحكام الأجانب عام 2004 كان الفريق الهلالي يتصدر قائمة الفرق في تحقيق البطولات المحلية بواقع 25 بطولة يتفوق بها على 9 أندية حققت بطولاتها قبل الاستعانة بالحكم الأجنبي هي (الاتحاد والأهلي والنصر والشباب والاتفاق والقادسية والرياض) بل تضاعفت بطولاته مع حضور الحكم الأجنبي.
تقنية الـVAR لماذا ومتى بدأت؟
في ظل الثورة التقنية والإلكترونية ولمواكبة التطور الرياضي ورأب صدع التشكيك المزمن بالحكام، استعان الاتحاد السعودي لكرة القدم بتقنية الفيديو VAR لإدارة المنافسات المحلية، وحضرت هذه التقنية ولأول مرة في مباراة نصف نهائي كأس الملك عام 2018 التي جمعت الفيصلي بالأهلي وحينها فاز الفيصلي بهدف للاشيء، وكانت التقنية قد حضرت بصورة تجريبية غير مباشرة في مباريات الدوري لذلك العام.
ومع قدوم هذه التقنية واصل الفريق الهلالي حصده للألقاب مستفيداً منها وبفارق شاسع حين حقق 8 بطولات بحضور تقنية الـ VAR فيما غابت أندية عن تحقيق الألقاب كالأهلي والشباب بينما حضرت أندية حققت ألقابها لأول مرة كالتعاون والفيصلي والفيحاء.
حقائق ومشاهدات وأرقام:
ـ البطولات المحلية بقيادة الحكام الأجانب بلغ عددها 56 بطولة بدأت في العام 2004 (تشمل جميع الدوريات التي حضر فيها حكام أجانب وكذلك قيادتهم للمباريات النهائية فقط).
ـ الرصيد الأكبر من البطولات حققه الهلال بواقع 24 بطولة وبفارق ثلاثة أضعاف عن أقرب منافسيه الاتحاد بـ 8 بطولات وبفارق 4 أضعاف عن المنافس التقليدي جغرافياً النصر صاحب الـ 6 ألقاب بقيادة الأجانب.
ـ حضور الحكم الأجنبي في بطولات الدوري هو الأكثر فحضر الأجنبي لقيادة المباريات في 20 دورياً فيما حضر في بطولات كأس الملك لـ 15 مرة وقاد بطولات كأس ولي العهد في 12 بطولة بينما في كأس السوبر حضر في 7 بطولات وفي كأس الأمير فيصل مرتين.
ـ من بعد حضور الحكام الأجانب أقيمت ست بطولات بإدارة حكام محليين هي كأس الأمير فيصل 2006 وكأس الملك 2013 وكأس ولي العهد 2015 و2016 وكأس السوبر 2014 و2015.
ـ ست بطولات اقتصرت فيها الاستعانة بالحكم الأجنبي في النهائي فقط فيما لعبت جميع الأدوار بالحكم المحلي وهي بطولة كأس الملك 2015 و2018 وكأس ولي العهد 2004 و2013 و2014 و2017.
ـ بلغ عدد البطولات التي حضرت فيها تقنية الفيديو 16 بطولة منها 5 بطولات دوري و6 بطولات لكأس الملك و5 بطولات سوبر.
ـ سجل الفريق الاتحادي نفسه كصاحب الأولوية في تحقيق أول بطولة بقيادة حكم أجنبي كأس ولي العهد عام 2004 وكذلك تحقيق أول بطولة بحضور تقنية الفيديو كأس الملك عام 2018.
ـ من بعد إقرار تقنية الفيديو لم يحقق الأهلي أي بطولة بل هبط لدوري يلو في الموسم قبل الماضي.
ـ الاتفاق في سبات عميق مع الأجنبي والفيديو.
ـ الفريق الهلالي هو الأكثر تحقيقاً للفوز في المباريات التي أدارها الحكام الأجانب وبحضور التقنية وهو الأكثر تسجيلاً للأهداف في ظاهرة تؤكد علو كعب الهلال.
ـ أكبر نتيجة حضرت بحضور الحكام الأجانب هي فوز الهلال على الحزم هذا الموسم بنتيجة 9-0 وهي النتيجة الأكبر كذلك بحضور التقنية الحديثة.
في الختام:
سيادة الفريق الهلالي للبطولات لم تكن وليدة اليوم ولم تك بين عشية وضحاها بل دامت لسنوات وسنوات عندما بنى الهلال فريقاً لا يقهر وخلفه رجال على قلب رجل واحد يعملون أكثر مما يتحدثون لغتهم البطولات وأحاديثهم الذهب.
وعندما تكون الحقيقة مدعمة بالرقم، سيكون التشكيك لغة الضعفاء.