القفزة الكبيرة في عدد زوّار المملكة خلال النصف الأول من عام 2023م، والتي وصلت إلى 347 % مقارنة مع الفترة ذاتها من 2022م، بنحو 53.6 مليون سائح، مؤشر قوي متعدد الإشارات والدلالات، فهي تؤكد أن وطننا يقود بقطاعه السياحي الجاذب النمو العالمي في هذا المسار، كما تشير إلى المنزلة والثقة القوية التي تحظى بها المملكة في كل الأوساط العالمية، وتلفت أيضاً إلى نجاح المملكة الكبير بخططها واستراتيجياتها الاستثنائية بعملية تسريع عجلة النمو وتحقيق مضاعفة مستهدفاتها في هذا القطاع الحيوي والهام للاقتصاد الوطني.
فالمملكة، كما أكَّد سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في أحد الحوارات الإعلامية مع قناة فوكس نيوز: «إن المملكة العربية السعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21، فالجميع يحرص على زيارتها، وأن رحلة التنوع الاقتصادي مستمرة عبر دعم القطاعات الواعدة، إذ تعمل المملكة على رفع مستهدفات السياحة إلى 150 مليون زائر داخلياً وخارجياً بحلول عام 2030م».
هذا النجاح المتفرد على مستوى العالم والذي احتلت المملكة من خلاله المركز الأول بين دول مجموعة العشرين، والمركز الثاني عالمياً في نسبة نمو عدد السياح الدوليين محققةً نمواً 50 % في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2023م مقارنة بنفس الفترة من عام 2019م وفقاً لتقرير السياحة العالمي «باروميتر»، وتفوقت فيه على وجهات سياحية عالمية كبرى، يبعث تفاؤلاً في جميع القطاعات الاقتصادية، ويعزز، كما يؤكد سمو الأمير محمد بن سلمان: «نمضي لمستقبل أفضل يليق بمكانة المملكة»، فقد عملت المملكة وفق منظومة عمل شاملة ونماذج خطط متكاملة وتم ضخ مليارات الدولارات في مشاريع سياحية ضخمة في جميع أنحائها، وروجت لصورة مختلفة للمنتجعات الحديثة والكثير من الحضارات القديمة والمناظر الطبيعية الصحراوية الرومانسية، رسخت من خلال منظومة العمل ونماذج الخطط تلك مكانتها كأفضل وجهة عالمية لمزاولة الأعمال والاستثمار والابتكار ووجهة سياحية بتنافسية كبيرة لا تدانى، ما وضعها اليوم في القمة بثقة متناهية لم تكن مسبوقة يشهد لها الواقع الفعلي بالأرقام وبالفوارق القياسية التي تنالها بالمقارنة بغيرها من مدن العالم المتقدمة. حققت السياحة الوافدة أرقاماً تاريخية في النصف الأول من عام 2023م؛ إذ سجلت نموّاً ملحوظاً بنسبة (142 %) في أعداد السياح و(132 %) في معدل الإنفاق السياحي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022م، ما يشير إلى فاعلية جهود وزارة السياحة وشركائها في تنمية القطاع السياحي، من خلال رفع جودة الخدمات والمنتجات السياحية المقدمة، إضافة إلى تحسين هيكلة التأشيرات، ولعل تصريح وزير السياحة الدكتور أحمد الخطيب بأن أرقام السياحة السعودية تفوق مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 12 %، تأكيد أن ذلك الزخم لم يكن طفرة مؤقتة، وإنما سيكون عودة شاملة للنمو المتصاعد والمبشر لهذا القطاع الذي توليه حكومة حادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأميرمحمد - يحفظهما الله- أهمية قصوى، وتستمر بتطويره وتعزيز إمكانياته وقدراته؛ لتحافظ على منزلتها في صدارة الوجهات السياحية العالمية المتميزة.