أسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا جدلاً في تاريخ المنتخب السعودي بإصدار العقوبات على اللاعبين المبعدين عن المنتخب، ونالت القضية ما نالته من ردود فعل متباينة ما بين مهاجم ومدافع، إما عن اللاعبين أو المنتخب، ولكن الحقيقة الوحيدة التي خرجت بها هي أنه في جميع قضايانا المحلية هناك دوماً حقيقة ناقصة ولا أعلم إن كان للتخصص أو التفرّغ دور في ذلك، أم أن الشارع الرياضي له هيبة عند بعض اللجان تجعل من قراراتهم ناقصة وبحاجة إلى العديد من التوضيحات.
وإن أردنا اختزال الحديث في القضية الأخيرة فإنني أتفق مع ما صدر فيها من عقوبات تجاه اللاعبين وأعلم أن هناك بعض التصرفات التي تمت من قبل بعض اللاعبين تندرج ضمن التصرفات والتعليقات الطبيعية والتي قد نراها ونسمعها في كل معسكر من خلال بعض الأحاديث الداخلية والأريحية التي تكون في المعسكرات، ولكن أكثر ما ساءني هي ردة الفعل للثلاثي الذي أصر على العودة وترك المنتخب وهم هزازي ومران والغنام على الرغم من جميع تلك المسببات التي ذكرت لهم من خلال اضطرار المنتخب رفع القائمة قبل البطولة بـ10 أيام وعدم الأخذ بحدث مدرب المنتخب بأنه من الوارد جداً عودتهم للمنتخب.
وشاهدنا ذلك واقعاً باستبعاد وانضمام بعض اللاعبين للمنتخب قبل أول مباراة للمنتخب بأيام قليلة وإصرارهم على العودة، وعليه أود طرح بعض الأسئلة عليهم بعد هذا التصرف بغض النظر عن أنهم عوقبوا أم لم يعاقبوا، مع كل الاحترام والتقدير لشخصهم ولكن من أنتم في عالم كرة القدم؟ وماذا صنعتم؟ وما الأثر الذي قدمتموه حتى الآن لتتعاملوا مع منتخبكم بهذه الصورة؟ كيف يتجرأ لاعب كعلي هزازي احتياطي في ناديه وفرصه بعد الشتوية تحديداً تكاد تكون قد انعدمت للعب أساسياً مع الاتفاق، ومران الذي لم يتجاوز الـ21 سنة ولعب مع مانشيني في المنتخب دقائق قد تساوي أو تقارب عدد الدقائق التي لعبها مع النصر، أما الغنام الذي لم نره منذ مواسم يلعب مباراتين متتالية مع ناديه، كيف لهم وهم بهذه السن ودون أي تأثير فني حقيقي على أنديتهم أن يتعاملوا بهذه الطريقة؟ بل أجزم بأن هذه القضية هي من عرّفت الجمهور بهم لا حضورهم أو تأثيرهم الفني، وما يعزّز حقيقة هذه الرواية هو حديث وكلاء هؤلاء اللاعبين بصورة جعلتني أجزم بصحة هذه الرواية عن هؤلاء تحديداً، فوكيل هزازي خرج بتعليق لم أقتنع به بالتأكيد أن استبعاد اللاعب لإصابته وهو الذي شارك في آخر تدريب للمنتخب قبل أن يستبعد وانضمامه للتدريبات الجماعية بعد استبعاده في ناديه، وتعليق وكيل مران بأن اللاعب صغير في السن والخطأ وارد ووعد اللاعب بفتح صفحة جديدة مع المنتخب كإقرار منه على خطئه.
أخيراً.. كل من لديه رأي في هذه القضية لن تكون الحقيقة كاملة معه ولن يستطع أحد أن يحصل على المعلومة كاملةً سوى أصحاب الشأن، فهذا ما تعودناه من الاتحاد السعودي أن تترك للاجتهادات دور كبير في تحديد الاتجاهات.
رسالتي: لدينا الآن قضية أهم، أهم من الحديث عن تصرف طائش أو فعل مشين أو حركة قبيحة أو حتى أكثر من ذلك، فالشيء من مآته لا يُستغرب وتلك التصرفات لا غرابة فيها، فهو يحب أن يُعبّر عن غيرته بهذه المدلولات فهو يجد الراحة في ذلك، لن يُعاقب وقد يكون لسبب قانوني لذا ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لي ولكن المشكلة هي أن أجد من يدافع عن هذا التصرف المشين بحجج تشفق على صاحبها عند استماعك لها وتشعرك بأنه لا يعرف كرة القدم والتنافسية فيها، قد أجعله أحد الأسباب للنجاح ولكن بالتأكيد لن يكون صاحب الفضل في مشروعنا الرياضي.
** **
- محمد العويفير
@owiffeer