نحتفل بكل سعادة بيوم التأسيس لهذا الكيان المجيد الذي نتذكر تاريخه وأمجاده العريقة وأتصور أن يوم التأسيس هو ذكرى لأمجاد عظيمة للدولة السعودية منذ بداياتها وكيف ترسخ هذا الكيان الذي ننعم بخيراته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله ورعاهما. وهذه الذكرى تشمل الجوانب التاريخية والثقافية لبلادنا على مر الزمن. ولعله من المناسب أن تقام الندوات والمحاضرات التي تتناول في كل عام جانباً مهماً من قضايا الحياة في بلادنا منذ ذلك الزمن حتى اليوم، وأن تكون هناك مهرجانات فنية وثقافية وتراثية منوعة دون الاقتصار على الأزياء التراثية فقط.
على أن هناك تساؤلاً يدور في أذهان الناشئة سألتني عنه ابنتي الصغيرة عن الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني. فهناك عدد من طلابنا وطالباتنا ربما ليس لديهم معلومات كافية عن هذين اليومين في تاريخ بلادنا.
فإذا كان يوم التأسيس يعبر عن النشأة الأولى للدولة السعودية، فإن اليوم الوطني يذكرنا بتوحيد أرجاء المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، حيث توحدت هذه البلاد المباركة تحت لواء واحد يحمل كلمة التوحيد التي يطرز بها علم المملكة.
إن يوم التأسيس يمثل الجذور والعراقة والأصالة؛ ويأتي التراث الأصيل تعبيراً عن فخر الشعب بماضيهم، ويعبر عنه مظهرياً باللباس والمأكولات والرقصات والأهازيج والعادات والتقاليد.
أما اليوم الوطني فهو تعبير عن الوحدة والتوحد بين أفراد المجتمع السعودي تجمعهم المحبة والتعاون والتماسك والولاء للكيان وللقيادة ولمصالح الوطن.
يضاف إلى ذلك أن هذا الاحتفال هو تذكير برحلة كفاح الملك عبد العزيز رحمه الله في جمع الكلمة ولم الشمل وتوطيد الأمن وترسيخ القيم والمبادىء الإسلامية والعربية. ويضم الاحتفال باليوم الوطني استعراضاً للإنجازات وتطورها الحضاري في كل المجالات في عهود الملوك السابقين رحمهم الله حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد حفظهما الله.
إن يوم التأسيس واليوم الوطني يومان مشرقان على صفحة تقويمنا لكل عام، نحتفل فيهما بكل فرح وسعادة بهذا الوطن الجميل المعطاء بالخير والنهضة والازدهار.