في كل موسم وبعد أن تتضح معالم المنافسة تذهب بعض الجماهير بالحديث عن كل شيء عدا أخطاء إدارات أنديتها، في كل موسم نسمع عن المؤامرات التي تحاك ضدهم وادعاء المظلومية ورمي التهم جزافاً على اللجان والاتحاد ووزارة الرياضة والحكام، الأهم أن سهام الانتقادات لا تطال إدارات أنديتهم، والسعيد من كل ذلك هي الإدارات أحياناً وهي تشاهد جماهيرها تتهم وتلوم غيرهم.
بل إن البعض من تلك الإدارات تواكب هذه الموجة وتخرج لنا بتصريحات مُبطنة متوافقة مع تلك الاتهامات ليستمر الجمهور والإعلام في غيّهم، وإن أردنا الدخول بالتفاصيل فلنأتي بالحديث عن بعض هذه الأندية ونسرد بعض الأخطاء والتي أرى البعض منها مبررة وطبيعية، نظراً لحداثة تجربتها أو لأنها تعمل ومن يعمل بالتأكيد سيخطئ وسيتدارك أخطاءه والبعض منها لم يستطع الحفاظ على مكتسباته.
ولنتحدث هنا عن الاتحاد بطل الدوري والسوبر الموسم الماضي والذي اختار بالاتفاق مع مدربه المقال أن يستمر بمعظم أجانبه بل والتجديد معهم وهي تعلم بأن الكرة السعودية مقبلة على مرحلة انتقالية تاريخية في الموسم الذي يليه، ومع هذا بدأ موسمه بمعسكر متواضع وبإمكانيات محدودة ودون لعب أي مباراة استعدادية، من حاسب إدارة الاتحاد على ذلك؟ حتى وإن ظهرت الأصوات التي انتقدت فهي قلة لكون السواد الأعظم يرى بأن السبب هو أنهم الأقل دعماً وهم من أحضروا لهم أفضل مهاجم في العالم إلى عهد قريب بنزيما بذات المرتب الذي يمنح لرونالدو إن صحت الأخبار.
وأحضروا لهم أفضل اللاعبين في العالم كفابينهو وكانتي وكانوا على وشك التوقيع مع راموس وصلاح، وهم من تعاقدوا مع كادش والغامدي بأكثر من 100 مليون ريال، ومع ذلك يرى البعض بأنهم الأقل دعماً، وأما الأهلي الذي تعاقد مع معظم اللاعبين قبل التعاقد مع مدرب للفريق وجلبوا ثلاثياً للأمام ليس من بينهم هداف وأحضروا لاعبين بذات الخصائص في خط الدفاع وأسماء لم أستطع حتى الآن أن أفهم لماذا؟!
وفي النصر لا أعلم لماذا هذه الحدة دائماً تظهر في كل موسم والحرص على هدم كل المكتسبات والعودة إلى نقطة الصفر نهاية كل موسم وهو تحديداً هذا الموسم أسس فريقاً ثقيلاً على الصعيد الفني قد يستمر في المنافسة لسنوات ولا ينقصه سوى بعض الإضافات وتصحيح بعض الأخطاء للاستمرار ولكن تعودنا أن النصر مهما ظهر قوياً إلا أنه سريع الكسر وقابل للتراجع في أي لحظة.
أما الهلال فقد تعرض لبعض هذه الأخطاء في المواسم السابقة وليس بمنأى عنهم، ولكن الفرق أنه إذا أخطأ تعلم من أخطائه ولكن لايهدم مابناه ولا ترمي على الأقل إدارته أخطاءها على غيرها.
رسالتي: أخطاء اللجان أو الاتحاد أو أي طرف خارجي قد يخسرك مباراة ولكن بالتأكيد لن يخسرك بطولة، افتحوا ملفات الإدارات وقيّموا عملها لتخرجوا بالحل، فرمي الأخطاء على أي طرف خارجي قد يكون مهدئاً وقتياً ولكنه لن يكون في يوم من الأيام الحل!
** **
- محمد العويفير
@owiffeer