الموت هو نهاية كل حي وهو مصير محتوم لكل إنسان، وما نعيشه من أيام وشهور وسنوات، هو برحمته وقدرته سبحانه، ومهما طال وامتد بالإنسان العمر سوف يغادر هذه الدنيا التي هي دار ممر إلى الحياة الآخرة، وهي المقر الدائم إما إلى جنة عرضها السموات والأرض رزقنا الله نعيمها أو إلى النار نسأله النجاة منها كما نسأله بعظمته تعالى أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء قال تعالى في كتابه الكريم كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، وقوله: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران: 185). ونحن في حياتنا لا يعلم مصيرنا فيها إلا الله.
ونحن في كل يوم نفقد قريباً أو صديقاً أو زميل عمل أو جار وهذه سنة الله في خلقه والبقاء لوجهه سبحانه وتعالى، ولكن أحياناً تفقد أحد القريبين والأصدقاء المخلصين الأوفياء محبة ومودة لديك فيكون وقع الأثر أوجع وأقسى، خاصة مع أخ عشت معه أيام الطفولة ومن أعز الناس عندك صداقة وزماله وجوار، وهذا ما زاد ألمي وحزني وحسرتي بوفاة زميلي وصديقي المربي والمعلم الفقيد الغالي (خليفة بن صالح الرشيد) أحد رجال التربية والتعليم في محافظة الرس والذي توفي إثر سكتة قلبية مفاجئة بعد أن أدى صلاة الجمعة بالجامع وذهب إلى منزله ليسقط عند باب بيته، فيتم إسعافه بنقله إلى المستشفى، ولكن الموت كان أسرع، ليودع الدنيا ويلفظ أنفاسه الأخيرة، لتكون ساعة الوداع في أفضل الأيام كخاتمة طيبة وسيرة حسنة في حياته، لقد تلقيت خبر وفاته عن طريق مكالمة حزينة ومبكية مع ابنه تركي، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
نحن نؤمن بقضاء الله وقدرته، دعواتي له بالمغفرة والرحمة وأن يتغمده الله بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة.
** **
- منصور بن محمد الحمود