لا أحب النظرة التشاؤمية تجاه الأشياء ولست من عشاق النقد المبني على الغيرة والحسد والتقليل من أعمال الآخرين خاصة المجال الإعلامي وما يدور في دهاليزه وضد نظرة بعض من شخّص واقع الإعلام في المرحلة الحالية ووصفه بأنه يحتضر وعلى مراحله الأخيرة يلتقط أنفاسه معللاً ذلك بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية والثورة الإعلامية والإعلانية إن صح التعبير, رأيي يختلف عن تلك النظريات والتداعيات والمبررات فالعمل الإعلامي المهني والمتميز المبني على الحس الإعلامي سيستمر ويلفت الأنظار ويشد المشاهد والحديث هنا عن البرامج التلفزيونية الحوارية التي شهدت في الآونة الأخيرة تدنياً عن سابقه وهذا يعود بسبب تكرار الضيوف وتشابه طرح الأسئلة على الضيوف فأصبح الاختلاف فيها هو القناة والمقدم وديكور الاستديو فالضيوف والأسئلة والإجابات مكررة ولكن لي رأي مغاير بحكم عملي في المجال الصحفي لمدة تجاوزت العقدين من الزمن وأنا فخور بتلك المدة ببلاط صاحبة الجلالة ومن عشاق البرامج الحوارية سواء الثقافية منها أو الاجتماعية التي تتعلق بالمجتمع وهمومه وطموحاته أنا أجزم أن الإعلامي الكبير قامة وقيمة الأستاذ عبدالله المديفر بمهنيته العالية وحسه الإعلامي وطرحه العقلاني المتزن أعاد للبرامج التلفزيونية الحوارية هيبتها و هقيمتها الحقيقية, حقيقة الإعلامي المديفر يبهرك بأسئلته وانتقاء ضيوفه وطرح مواضيعه الهادفة التي من خلال طريقته في التعامل مع الضيف يأخذ الإجابة من أفواه الضيوف مهما تعددت مشاربهم وشخصياتهم بطرحه وطريقة تعامله مع ضيوف برامجة سواء البرامج الرمضانية أو غيرها بطريقة ذكية رغم قوة السؤال لكن طريقة الطرح وابتسامته تجعل الضيف يحس بالارتياح والأمان فهو لا يمارس الصرامة والقسوة مع الضيف ويضعه في مكان محرج, عندما تتابع البرامج التي يقدمها الإعلامي المديفر يدور في خلدك وأن تشاهد البرنامج من بداية الحلقة أنه لديك أسئلة تتمنى أن تتواصل مع المديفر لطرحها على ضيفه ضمن محاور اللقاء وتتفاجأ بأن ما كنت تتمنى طرحه على الضيف تم طرحه على الضيف في سياق الأسئلة المعدة مسبقاً وهذا هو الإعلامي المهني ما يلفت الانتباه في حوارات برامج المديفر سواء الأسبوعية طوال العام من خلال برنامج «في الصورة» أو الرمضانية في برنامجه «الليوان» إنه لا يحاول البحث عن الإثارة أو إحراج الضيف أمام المشاهد أو أن يوقعه في فخ قد يعرض ذلك الضيفلمساءلة القانونية فحقيقة نحن بحاجة لمثل هذه الحوارات. أصبح عبدالله من خلال برامجه الهادفة حديث المجتمع عن ضيوفه الذين يختارهم للبرنامج وعن مهنيته التي يسعى من خلالها تقديم رسالة إعلامية صافية واضحة الملامح تهم المشاهد, لفت انتباهي حلقته الأخيرة عن المخدرات وأضرارها ومرافقته وخروجه من الاستديو مع فرقة المكافحة للقبض على بعض مروجي المخدرات والتقائه بقادة رجال مكافحة المخدرات وفي مقدمتهم مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد القرني والحديث عن جهود رجال المكافحة والحرب التي يخوضونها مع عصابات تروج المخدرات مع جهات خارجية تسعى لتدمير شبابنا في الداخل ولكن طرق وأساليب المروجين لا تنطلي على رجال المكافحة فهم لهم بالمرصاد وكذلك لقائه معالي مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي والذي تحدث معاليه عن ضبط كميات كبيرة تم ضبطها خلال الحملة على المخدرات العام الماضي وبين معاليه الاستمرارية دون هوادة في الحرب على المخدرات وسعى المديفر من خلال لقاء مع بعض من ارتكبوا جرائم قتل بسبب تعاطي المخدرات التي من أخطرها مادة الشبو ولقاء بعض من وقعوا في المخدرات من الجنسين الحلقة أخذت صدىً واسعاً فالمجتمع بحاجة لتوعية عن هذه الآفة الخطيرة لفت انتباهي حديث أحد ضباط مكافحة المخدرات رداً على سؤال المديفر عن جهود المكافحة فقال: نحن في حرب في مواجهة متعاطي ومروجي المخدرات فقد شاهدنا تضحيات وجهود رجال المكافحة في مكافحة المخدرات على أرض الميدان سواء في الداخل أو على الحدود طرح مثل هذه المواضيع والوقوف على أرض الميدان بلاشك يبين خطر تلك الآفة التي انكوت بها الكثير من الأسر بسبب وجود أحد من أبنائها وقع في هذه الآفة الخطيرة سواء تعاطٍ أو ترويج, المجتمع دائماً يهتم لمن يطرح همومه وتطلعاته وطلباته فالإعلامي عبدالله المديفر بذكائه الإعلامي وفق في طرح مثل هذه القضايا التي تهم المجتمع واختياره لضيوف من مشارب وتوجهات وتخصصات مختلفة بشكل عام أكبر دليل على مهنيته ونجاح برامجه الحوارية المباشرة أنا أجزم بأن الإعلامي عبدالله المديفر يستحق لقب «لاري كينج» السعودي ويكفية فخراً في مسيرتة الإعلامية كلمات ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عرّاب الرؤيا وأمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في لقاء المديفر مع سموه في 2021 حيث قال: سموه في بداية الحوار للإعلامي عبدالله المديفر «»أنمن خيرة المحاورين في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، وأتشرف أن أكون معك».