«الجزيرة» - الاقتصاد:
في عالم تتسارع فيه خطى التطور الرقمي ونموه الاقتصادي، تشكل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية مرتكزاً للتحولات المتسارعة التي تواكب نقلة المملكة ومكانتها وريادتها، فكانت خلال العام المنصرم 2023 محققة لقفزات نوعية ممكنة لتقنيات المستقبل، ومركز جذب إقليمياً للاستثمار فيها، كما عززت دورها كقائد دولي لجهود الاستدامة الرقمية وتمكين الاقتصاد الدائري، كما رفعت أسهم تنافسيتها عالميًا بتطوير القدرات الوطنية في مختلف قطاعاتها بتميز مؤسسي يتوافق مع أفضل المعايير العالمية.
واستمرارًا لريادة المملكة في قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية, حققت المملكة ممثلة بالهيئة المركز الثاني على مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، كما صنفت المملكة كـ»قيادي» في المستوى الخامس من مؤشر النضج التنظيمي الرقمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، وعززت حضورها بشراكات تنظيمية عالمية أثمرت إطلاق مبادرات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات لإيجاد حلول مبتكرة لسد الفجوة الرقمية وتسريع التحول الرقمي المستدام، وأدت لانتخاب المملكة لرئاسة الفريق الاستشاري للطيف الترددي في الاتحاد الدولي للاتصالات ITU.
وشهدت المملكة بفضل مبادرات الهيئة قفزات نوعية تعزز موقعها الإقليمي كرائد للتقنيات المتقدمة ومحرك لنمو قطاعاتها، فمن المتوقع أن يتجاوز حجم سوق الاتصالات والتقنية 163 مليار ريال بنهاية العام 2023، بارتفاع يصل إلى 6% مقارنة بعام 2022، وقادت إلى إدراج 18 شركة تقنية في السوق المالية السعودية ليصل عددها 38 شركة تصل قيمتها السوقية إلى 118 مليار ريال بارتفاع يصل إلى 66% مقارنة بعام 2022، كما أصبحت وجهة استثمارية عالمية بإطلاق أول منطقة اقتصادية خاصة للاستثمار بالحوسبة السحابية والمعلوماتية، ودشنت شركة الاندماج البياني لتقنية المعلومات «فيوجن» المختصة بتقديم الحلول الابتكارية للجهات الحكومية، وزادت الاستثمارات المحلية في الشركة العالمية «أكسيوم سبيس» إلى 1.3 مليار ريال.
وانعكاسًا لمكانة المملكة في قيادة الجهود الدولية الممكنة للاستدامة الرقمية وتمكين الاقتصاد الدائري، كانت الهيئة سباقة في تحقيقها عبر إطلاق مبادرة دولية لتطوير تنظيمات إدارة النفايات الإلكترونية، والإعلان عن مبادرة توحيد منافذ الشحن للهواتف المتنقلة والأجهزة الإلكترونية بالمملكة التي ستسهم في خفض الاستهلاك المحلي لما يقارب 2.2 مليون وحدة سنويًا، وتوفر الإنفاق على الشواحن بقدر 170 مليون ريال سنويًا، كما أطلقت مبادرة دور جهازك لإعادة تدوير أكثر من 100 ألف جهاز إلكتروني بقيمة سوقية تصل إلى 30 مليون ريال سعودي وأفادت أكثر من 150 جمعية خيرية ومدرسة. وقد تعززت تنافسية المملكة عالميًا انعكاسًا لتطوير القدرات الوطنية في قطاعات الهيئة، فأطلقت خلال العام المنصرم تخصصات الفضاء ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بالتعاون مع وزارة التعليم، ودربت 1500 طالب في دورات تدريبية متنوعة في تخصصات الفضاء، والتحق ببرامج تدريب اقتصاد الفضاء 550 مهنيًا وتنفيذيًا، وشارك في «تحدي تطبيقات الفضاء» أكثر من +1300 مشارك مبتكر من 19 مدينة في أنحاء المملكة، كما شاركت أكثر من 20 شركة ناشئة في معسكر تدريبي لتمكين الشركات الناشئة، إضافة إلى تخريج 15 شركة ناشئة محلية وعالمية عبر برنامج مسرعة الفضاء، وإطلاق أول تحالف لدعم ريادة الأعمال في قطاع الفضاء في المملكة.
وسعت الهيئة بمد جسور التعاون مع الجهات الحكومية الممكنة إلى إطلاق مبادرة بناء القدرات الوطنية في الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) بالتعاون بين وزارة الخارجية وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية ومؤسسة «مسك»، وعززت نمو التقنيات الناشئة عبر تحدي إنترنت الأشياء بالشراكة مع «منشآت» لتقديم أكثر من 680 مشاركة تتضمن 300 فكرة ابتكارية، فيما شهد الجانب التنظيمي تقديم 20 برنامجًا تدريبيًا في التنظيمات الرقمية لأكثر من 1000 متدرب من أكثر من 20 جهة حكومية وخاصة. كل تلك الجهود لم يكن لها أن تتحقق دون بيئة عمل متميزة مؤسسيًا وفقًا لأفضل المعايير العالمية، فقد حققت الهيئة المركز الأول في جاهزية تبني التقنيات الناشئة حسب مؤشرات هيئة الحكومة الرقمية، وحصلت على المركز الثالث في قياس التحول الرقمي الحكومي، كما حصدت جائزة التميز في مجال «إدارة المعرفة» من PMO، وفي جعبتها 3 شهادات آيزو في التميز التشغيلي، و4 شهادات من المنظمة الأوروبية للتميز (EEA)، ولظهورها الإبداعي اللافت نالت جائزتين ذهبيتين في مسابقة «Marcom» العالمية للأعمال الإبداعية.