وخسر الهلال كما توقعت، لا أن يخسر أمام العين بل أن تتوقف سلسلة انتصاراته خلال هذه الفترة، وهو أمر طبيعي ومبرر حدوثه أولاً لأنه لايوجد فريق لايخسر وثانياً أن هذه الفترة هي الأهم في الموسم لكل الأندية والأكثر ضغطاً للمباريات على الهلال فكان من الطبيعي خسارته، ولكن غير الطبيعي هو ماحدث في مباراة العين واسمحوا لي أن أتحدث عنها من الجانب الفني، بدايةً دعونا نتفق أن أجدر من حلل الأخطاء في المباراة هو السيد جيسوس وهو الأجدر بحلها لخبرته وكفاءته ولكونه مدرباً للفريق .
منذ الوهلة الأولى نلحظ بأن الفريق دخل المباراة شارداً للذهن ولم يعطوا المباراة حقها في هذا الجانب وأعقبها سوء في القرارات من معظم اللاعبين إن لم يكونوا جميعهم، منذ إعلان قائمة الأجانب في العين أدركت بأنه سيلعب بذات الأسلوب الذي لعب فيه أمام النصر والسؤال هنا ماهو التكتيك المضاد لهذا الأسلوب؟ الإجابة من خلال ماشاهدناه في المباراة (لايوجد)، ولو استعرضنا الهدف الأول سنجد بأن لاعبي الهلال لم يدركوا أن الفرصة محققة إلا بعد أن دخل مهاجم العين منطقة الجزاء وواجه العويس وسط غياب تام للرقابة والضغط على حامل الكرة، أما في ركلة الجزاء التي تسبب بها العويس فهي تجسيد حقيقي لفكرة أن اللعب بدفاع متقدم دون الضغط على حامل الكرة يُعد انتحاراً تكتيكياً وهذا ماتم عندما استلم لاعب العين الكرة دون أي رقابة أو مضايقة من لحظة الاستلام وحتى التسليم والذي كان ينتظر مهاجم العين يعود من التسلل ويتمركز حتى تصله الكرة للانفراد، أما الهدف الثالث والرابع فللأسف أنها أتت من أخطاء فردية قاتلة من لاعبي خبرة لايفترض بأن يرتكبوا هذا النوع من الأخطاء والعامل المشترك في معظم هذه الأهداف أنها أتت نتيجة تقدم مدافعي الهلال وعجز خط الوسط على عملية الضغط والافتكاك التي يتميز بها الهلال هذا الموسم بدليل إشراك سلمان بداية الشوط الثاني لمساندة خط الوسط الذي عانى أيما معاناة.
هل انتهت آمال الهلال؟ بالتأكيد لا فالمهمة ليست مستحيلة وإن كانت صعبة ولكنها ليست بتلك الصعوبة البالغة إن لعب الهلال كما عهدناه فريقاً شرساً حاداً مبادراً وهي السمة التي افتقدها الفريق مؤخراً وأعتقد أنها بإيعاز من السيد جيسوس ولكن لابد أن تعود في المباراة القادمة، الحاضر يقول إن المباراة مازالت في المتناول وممكنة جداً ولكن تاريخياً أنديتنا لاتمتلك ثقافة الذهاب والإياب في مثل هذه السيناريوهات والأمثلة على عودة أنديتنا بالإياب محدودة جداً، الهلال سيلعب باسمه وتاريخه وبحضوره الفني هذا الموسم وبجماهيره التي هي دوماً سلاحه الأول.
رسالتي: الفريق ليس بحاجة إلى شحن إعلامي أو جماهيري فهم بالتأكيد يعون صعوبة المباراة وهم الأقدر على تقييمها، فقط المطلوب منهم التركيز وأن يظهروا كما عهدناهم، أن يُظهر جيسوس فريقه كما كان هذا الموسم فقط لا أكثر وبإذن الله فرحة زرقاء.
** **
- محمد العويفير
X: owiffeer