يتجلى أمامي قول الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، متأملاً فيه مع كلِّ إقبالٍ لضيفٍ جديدٍ في عائلتي فأدرك ما يحتويه من معنى لما أشعرُ به من فرحٍ غامرٍ وسرورٍ بالغٍ بهذه النعمة العظيمة التي امتنَّ الله بها عليَّ، فأبادرُ شاكرًا ربي مُثنيًا عليه بما هو أهله وأزعمُ أنه شعورُ كلِّ أبٍّ ذاق طعم الفرح بهذه المنحة الإلهية التي تتمثل في طفلٍ صغيرٍ يحلُّ على هذه الدنيا فيحتلَّ مكانًا في القلب وتُسرُّ برؤياه العين فتظلُّ تتابعه عن كثبٍ في مراحل نموه وترقب نشأته وتكون الرعاية له والمحافظة عليه والسعي لتحويله استثمارًا نافعًا في الحياة وبعد الممات من خلال تربيته التربية السليمة المستقاة من العقيدة الصحيحة والشريعة السمحة السامية مع عدم إغفال الدعاء كما جاء في كتاب الله رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ، وحين يُستجاب الدعاء فيا لبشرى الآباء راحةٌ في الحياةِ وسعادةٌ ورقي في الجنان جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ الرَّجلَ لتُرفَعُ درجتُه في الجنةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيقالُ: باستغفارِ ولدِك لكَ) وتزداد المسرة وتتألق زينة الحياة حين يكون الولدُ ولدَ ولد، وصدق الآباء الأوائل حين قالوا: «ما أغلى من الولد إلا ولد الولد» فأولاد الأولاد لهم في قلوب الآباء «الأجداد» مكانةٌ ومحبةٌ يعجز عن تصويرها أو التعبير عنها حرفُ كاتبٍ أو قافيةُ شاعرٍ أو يراعةُ بليغٍ أو لسانُ خطيب وإنْ حصل التعبير فسيكون العجزُ ظاهرًا فيه حيث لن يترجم كلَّ مايكنه القلب تجاه هذه المنحة الربانية العظيمة وبعد قدوم حفيدي عبدالله بن سعد تدفقت مشاعر الأبوة لديَّ وتجلت أحاسيسي للتعبير عن شيء من الفرحة التي سكنت الخفَّاق ترحيبًا بمقدم ضيفنا الغالي الجديد فقلتُ:
أهلاً بعبدِ الله ضيفًا غاليا
قد حلَّ في قلبي مكانًا عاليا
أهلاً حفيدي قد أتيتَ فمرحبًا
بقدومك الأبهى ويُروي الصاديا
حياك ربي يا حفيدي إنني
كم كنتُ مشتاقًا أعدُّ لياليا
أقبلتَ في صبحٍ جميلٍ مشرقٍ
مرآك يا ولدي يسرُّ فؤاديا
طاب القدومُ أيا حفيدي أقبلتْ
مني المشاعرُ تستحثُّ قوافيا
تُهديك إحساسَ الأبوةِ صادقًا
أنشدتُ فيك من الحروفِ زواهيا
يا ربَّ فاحفظْ ضيفَنا أسعدْ به
سعدًا ليبقى في الحياةِ الراضيا
أنبتهُ حُسنًا كي تقرَّ عيونُنا
بصلاحه أنت المجيبُ دعائيا