جدة - واس:
حققت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» ريادة بحثية في إنقاذ الشعاب المرجانية والحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي؛ حيث تشكل هذه الشعاب موطنًا لنحو 30 % من الحياة البحرية؛ فضلًا عن أهميتها الاقتصادية على الصعيد العالمي؛ فيما يتبع لمركز أبحاث البحر الأحمر في «كاوست» قرية البروبيوتيك المرجانية، والتي تعد مختبراً حياً في البحر الأحمر يُمكّن الباحثون من إجراء دراسات طويلة المدى لتقنية البروبيوتيك وغيرها من التحقيقات العلمية على الشعاب المرجانية.
وتصدرت أبحاث «كاوست» الدراسات العلمية لدعم الشعاب المرجانية وتعزيز قدرتها على مقاومة تغير المناخ، ومجالات ترميم الشعاب المرجانية؛ خصوصًا في استخدام «البروبيوتيك» التي هي عبارة عن البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى المفيدة في دعم صحة الكائن الحي، بما في ذلك البشر؛ مما يثبت إمكانات هذه الأحياء الدقيقة في دعم الحياة البحرية المهددة، والتي من ضمنها الشعاب المرجانية.
ونوهت الأستاذة المشاركة بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» البروفيسورة راكيل بيكسوتو؛ بصناعة كوكتيلات ميكروبية مصممة خصيصًا للشعاب المرجانية، ومعزولة تماماً عنها؛ مما يوجد مجالاً علمياً جديداً ومؤثراً؛ لدرجة أن العديد من المشاريع الضخمة في المملكة التي تضم عناصر بيئية، مثل حماية الشعاب المرجانية وأشجار المانغروف والسلاحف وغيرها من الحياة البحرية، تستشير بيكسوتو حول نهجها في مجال البروبيوتيك.
وأبرزت الجهود الجبارة والاستثمار القوي الذي قامت به المملكة في هذا المجال، وأدى إلى نجاح أبحاث «كاوست» التي تتماشى إستراتيجيتها الجديدة بصورة كبيرة مع الأهداف المستدامة الطموحة لهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة؛ مشيرة إلى أن البرامج البحثية في البحر الأحمر، بما في ذلك إستراتيجية البروبيوتيك، لديها القدرة على إحداث تأثير غير عادي على البيئة، وعلى الحياة على كوكب الأرض.
وقال كبير العلماء في مبادرة «كاوست» لإحياء الشعاب المرجانية ديفيد سوجيت: توفر حلول البروبيوتيك التي طورتها الجامعة فرصًا جديدة لتحسين أنشطة ومبادرات الترميم البيئي المتسارعة في جميع أنحاء العالم وهي الحلول التي نحتاج إليها الآن أكثر من أي وقت مضى.