نجران - واس:
في نداء بصري مشبعٍ بالجمال يشاهد الزائر أبواب البيوت الطينية في نجران، وهي تتباهى بزخارفها وأشكالها البديعة، لتسرد جزءًا مهمًا من أجزاء العمارة الشعبية القديمة بمنطقة نجران، في تناغم وتماثل فني يعبر عن أهمية مكتسباتنا المادية التراثية في المملكة العربية السعودية.
وانطبع فن زخرفة الأبواب الخشبية لبيوت الطين في نجران بذاكرة المنطقة كدلالة على أسرار هذه الحرفة الشعبية وأهميتها، حيث إن الباب هو المُستَقبلُ الأول لكل زائر، لذا يحرص صاحب البيت أن يكون الباب مكتسي بمظاهر الفتنة والجمال ذي المذاق التلقائي التابع من صدق وبساطة العمارة الشعبية، وإظهارها الشخصية المتميزة لكل بيئة.
«واس»، وقفت على مجموعة من تلك الأبواب ووثقتها سواءً في أحجامها أو أشكالها أو فنونها الزخرفية، ونوعية الأخشاب المستعملة، من حيث استخدام زخارف نباتية تخص الطبيعة أو أشكال هندسية وغير ذلك من أمور، تمثل الحالة المادية لصاحب البيت من ناحية تراكيبها وهندستها الزخرفية وأحجامها، حيث يتكون الباب التراثي في نجران من قطعتين أو ثلاث قطع من خشب السدر أو الأثل، تمثل الحالة المادية لصاحب البيت من ناحية تراكيبها وهندستها الزخرفية وأحجامها، التي تتفاوت من بيت إلى آخر وكانت تعرف بأسماء «الشبح»، و»المضلع».
فيما تتكون أجزاء الباب من «القرعة» وهي قطعة دائرية أو مسطحة من الحديد لقرع الباب، و «المعقم» وهو قطعة كبيرة من الخشب تحت الباب ويكون فيها حفرة يدور فيها الباب، «المغلق» وهي قطعتين من الخشب مصنوعة بطريقه معينه لإغلاق الباب، و«المفتاح» كان في البداية من الخشب ثم تطور وأصبح من الحديد، و»السكرة» وهي أداة تثبت في الباب من الأعلى بشكل رأسي كمزلاق لإقفال الباب من الأعلى وتُعد مهنة نجارة الأبواب القديمة من المهن الشعبية العريقة التي انحصرت في وقتنا الحالي، حيث كان يبدع الصُنّاع حسب كل منطقة في بناء الأبواب أو النوافذ معتمدين على أشجار الأثل والسدر بعد تقطيعها وتشذيبها على شكل ألواح مستطيلة حتى يأخذ الباب شكله النهائي، كما يتفننون في صناعتها وزخرفتها بما يعكس الموروث الشعبي والاجتماعي لكل منطقة، وتختلف حسب مواقعها في المنزل من باب «الحوش»، أو على المدخل الرئيس للمنزل، إلى أبواب الغرف، ولكنها تتميز بجمال التصميم وصلابتها التي أبقت بعضًا منها موجودًا حتى الآن.